منح حميد شباط رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مهلة ثلاثة أشهر للرد على المذكرة الإصلاحية التي قدمها حزب الاستقلال الأسبوع الماضي، والتي تضمنت مجموعة من المقترحات من بينها التعديل الحكومي. وقال مصدر استقلالي إن بنكيران سيكون عليه الرد على المذكرة في الاجتماع المقبل لقادة التحالف الحكومي. وفيما استبعد عادل بنحمزة الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال إمكانية الخروج إلى المعارضة، أكدت مصادر استقلالية استحالة التعايش مع الحزب الأغلبي، بسبب تباين مواقف الحزبين، ووجود هوة شاسعة يصعب ردمها، وذهب مقرب من شباط إلى حد القول إن الحزب لا يستبعد أي خيار بما فيه الخروج إلى المعارضة. ونفى بنحمزة أن يكون التعديل الحكومي أولوية بالنسبة إلى حزب الاستقلال، وقال إن المذكرة ركزت أكثر على هندسة الحكومة، عبر التركيز على الأقطاب. وأشار بنحمزة إلى أن الحكومة تدبر شؤون 30 مليون مغربي، ولا يمكن أن تكون حكومة موظفين الذين لا يزيد عددهم عن 800 ألف موظف، مشددا على ضرورة الاهتمام بدور القيادة في تدبير الشأن العام، مشددا على أن الحكومة ناقشت الإشكالات الكبرى. واتهم بنحمزة حزب العدالة والتنمية بتمييع النقاش الدائر، من خلال التركيز على التعديل الحكومي، وقال إن الهدف في نهاية المطاف هو الوصول إلى الفعالية الحكومية التي يفتقدها الفريق الحالي، بسبب التركيز على تدبير الشأن اليومي، والاهتمام أكثر بما هو تقني، قبل أن يؤكد على أن المشكل الحقيقي الذي تعانيه حكومة بنكيران أنها تفتقد للقرار السياسي، قبل أن يوضح أن استمرار الحكومة أو إسقاطها هو قرار بيد بنكيران وحزبه، وليس بيد الاستقلال الذي سيستمر في الدفاع عن المصالح العليا للوطن. وقال بنحمزة إن أكبر نقطة ضعف تواجه الحكومة أنها غير منسجمة، وهو ما ركزت عليه مذكرة حزب الاستقلال، التي شددت على ضرورة خلق لجان بين وزارية، تنسق العمل بين الوزارات المتقاربة قطاعيا، موضحا أن مطلب الاستقلال هو إعادة هندسة الحكومة، وهو الأمر الذي أغفله بنكيران الذي كان هاجسه الأول هو تشكيل الحكومة، وتوزيع الحقائب، فيما كان عليه أولا خلق الأقطاب الوزارية التي كان يمكن أن تشتغل على البرنامج الحكومي الذي جاء ناقصا وبدون إبداع. وقال القيادي الاستقلالي إن هذا الأمر خلق متاعب على مستوى تدبير المرحلة، وصل في بعض الأحيان حد التضارب في الاختصاصات. وشدد بنحمزة على استمرار الحزب في تدبير الشأن العام، موضحا أنه ليس هناك سبب للخروج للمعارضة، وقال إن الاستقلال ليس لديه ما يعارضه مادام البرنامج الحكومي مجرد استمرار لعمل حكومة عباس الفاسي، مشيرا إلى أن هدف حزب الاستقلال هو إنقاذ البلاد من السكتة القلبية، شريطة أن تكون هناك إرادة حقيقية لدى حزب العدالة والتنمية. في سياق متصل، قالت مصادر استقلالية إن استمرار التحالف الحكومي رهين بإعادة النظر في طريقة عمله. وأجمعت المصادر على أن الأغلبية بشكلها الحالي عاجزة عن تدبير خلافاتها، قبل أن تؤكد استحالة التعايش بين الحزبين القويين في الحكومة، وهو ما يرجح إمكانية فض الشراكة، وخروج الحزب إلى المعارضة وهو القرار الذي اعتبرته المصادر الحل الأخير. إلى ذلك نفى بنحمزة أن تكون المذكرة استهدافا لوزراء الحزب في حكومة بنكيران. وقال القيادي الاستقلالي إن الوزراء شاركوا في صياغة المذكرة وصادقوا عليها بالإجماع، موضحا أن المشكل الذي طرح بعد انتخاب شباط أمينا للحزب، كان أساسه عدم وضوح الرؤية، مشيرا إلى أن الحزب موحد، وأن هناك إرادة حقيقية للخروج من الأزمة السياسية الراهنة.عبد المجيد أشرف