من المنتظر أن يجتمع اليوم الإثنين المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة بعد تأجيل اجتماع عاجل كان مقررا أول أمس السبت لاتخاذ موقف من الاتهامات التي وجهها بنكيران للبام أثناء الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة بمجلس المستشارين، وقد انسحب الفريق من الجلسة المذكورة قبل أن ينهي بنكيران كلمته، والتي ظهر فيها متوترا مخاطبا المنسحبين قائلا "احترم الوزراء" و"داك الشي اللي درتي مع الأزمي راه ماشي معقول" في إشارة إلى التدخل الذي هاجم فيه برلماني من الحزب المذكور الوزير المنتدب في الميزانية. وتعالت أصوات في المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة قصد اتخاذ الموقف المناسب للرد على بنكيران، وهو ما تتجه قيادة الحزب للانصياع له، محذرة من الانجرار وراء خطابات بنكيران لأنه يريد جر الحزب إلى صراعات هامشية ومعارك غير حقيقية بعد أن أبان عن عجزه في تدبير الشأن العام، حسب قول مصدر حزبي. إلى ذلك قال حسن التايقي، عضو المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة، إن ما قام به بنكيران مساء الجمعة الماضي بمجلس المستشارين يعتبر توظيفا ماكرا للمؤسسات الدستورية، إذ أن الجلسة الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة كان من المنتظر أن تكون مجالا للحوار بين الحكومة والمؤسسة التشريعية وتقييم السياسات العمومية، غير أن بنكيران حولها إلى منبر حزبي مرتديا جلباب الأمين العام للعدالة والتنمية متماديا في ممارسة الإرهاب السياسي على خصومه. وأوضح أن فريق الأصالة والمعاصرة لم يفاجأ بشكل كبير حيث كانت هناك مؤشرات على هذا الهجوم، خصوصا بعد "البهدلة" التي تعرض لها وزير المالية في البرلمان وظهور هشاشة وضعف القانون المالي بموازاة تقدم الفريق ببدائل واقتراحات أحرجت حتى وزراء في حكومة بنكيران. بالإضافة إلى رد فعل المعارضة على الوثيقة اللقيطة الملحقة بقانون المالي التي أبانت بشكل كبير عن الضعف الإداري للحكومة. مشيرا إلى أن بنكيران يريد نقل أزمة الأغلبية إلى الصراع مع المعارضة. وأشار التايقي إلى أن بنكيران منزعج من الدور الديبلوماسي الذي يقوم به حزب الأصالة والمعاصرة خصوصا عقد مصالحة بين حركتي فتح وحماس. وشدد على ضرورة التنبه إلى أن بنكيران يستدرج البلد إلى الفتنة والفوضى وتعويم النموذجين المصري والتونسي، وفرض ثقافة الفتنة لأنه لا يؤمن بالإصلاح والنضال الديمقراطي.