نشرت جريدة "الباييس" الإسبانية أول أمس الأحد عريضة موقعة من قبل عدد من الفنانين والمثقفين الإسبان في مقدمتهم المخرج بيدرو ألأمودوفقار والكاتب ماريو فارفغاس ينددون فيها بموقف حكومة كاتالونيا التي تدعم انفصال الإقليم، وقالت الباييس، إن الحملة التي يقودها مئات الفنانين، وجدت في مطالب الكاتالونيين انحرافا على المسار العام لإسبانيا التي تعيش هذه الأيام على وقع أزمة اقتصادية خانقة تسببت في فقد آلاف مناصب الشغل، موضحة أن العريضة التي وقع عليها مئات الفنانين تشكل استمرارا لمواقف سابقة من أطياف المجتمع الإسباني. وأبدى الفنانون بحسب صحيفة الباييس امتعاضهم من تنامي مطالب الانفصال، والتي شملت حتى ملعب كامب نيو خلال مباراة لكرة القدم جرت قبل أسابيع بين الغريمين بارشلونة وريال مدريد، مشددة على أن قرار الإنفصال غير مبرر، ولا يخدم مصالح إسبانيا الكبرى. وجاءت عريضة الفنانين الإسبان ردا على تهديدات رئيس حكومة كاتالونيا أرثور ماس باللجوء إلى تدويل الملف الكاتالوني أمام المؤسسات والمحاكم الدولية إذا عمدت الحكومة الإسبانية إلى عرقلة إجراء استفتاء تقرير المصير في هذا الإقليم الذي يرغب في تأسيس دولة جديدة. ووصفت العريضة مواقف رئيس الحكومة الكاتالونية بغير المسؤول، داعية الكاتالونين إلى عدم الإنسياق وراء حملات بعض الساسة التي تحمها أجندة انتخابية، وكان ماس الذي يرأس حكومة كاتالونيا التي تتمتع بالحكم الذاتي عن حزب الوفاق والتجمع قال إنه "في حالة الفوز بانتخابات 25 نوفمبر المقبل ستكون الخطوة الأولى هي فتح مباحثات مع الحكومة المركزية من أجل استفتاء على شاكلة الاتفاق الذي توصلت إليه بريطانيا واسكوتلندا". وشكلت عريضة الفنانين والمثقفين، فصلا جديدا من فصول الصراع السياسي لحماية وحدة إسبانيا ومنع أي محاولة للإنفصال، خصوصا في ظل الصراع الدائر منذ سنوات مع منظمة إيتا التي تحارب من أجل استقلال إقليم الباسك، وهو الأمر الذي ترفضه الحكومة الإسبانية، وتؤيده دول الإتحاد الأوروبي. لكن ما نسيه المثقفون والفنانون الإسبان هو أن هناك مجموعة من الأقلام الإسبانية تساند أطروحات البوليساريو الانفصالية، فكيف يحرمون على أنفسهم الانفصال ويحللونه للمغاربة؟ ولماذا لم نسمع لهم صوتا يتعلق بوحدة المغرب ومواجهة التيارات الداعمة للانفصاليين.