بقلم اوليفييه تيبو مدريد ا ف ب بالرغم من ان400 الى600 مليون شخص حول العالم ينطقون بالاسبانية تبدو تلك اللغة مهددة في معقلها من اللغات المحلية: هذا ما تؤكده مجموعة من المثقفين الذين وقعوا عريضة في هذا الشأن مثيرة للجدل. فبعد ظهور لوحات ارشادات على الطرق باللغة الباسكية فحسب ومناهج تعليم بالكاتالونية من دون الاسبانية ومشروع انشاء «»شرطة»» لفرض احترام اللغة المحلية في جزر الباليار قرر كتاب وجامعيون رفع الصوت دفاعا عن لغتهم لسان ثيرفانتس الجامع «»بين المواطنين الاسبان كافة»». وقال الفيلسوف الاسباني فيرناندو سافاتير والروائي البيروفي ماريو فارغاس لوسا وحوالى عشرين غيرهما في العريضة «»منذ اعوام, تتضاعف في بلادنا الاسباب الداعية الى القلق من الوضع المؤسساتي للغة الكاستيلية»» الاسبانية . وسرعان ما تحول «»المانيفستو من اجل اللغة المشتركة»» الى عريضة دعم للغة «»الكاستيلية»» امام الكاتالونية والباسكية والغاليثية التي باتت تعتبر اللغات الرسمية الحصرية في مناطقها. وطالب الموقعون بتاكيد اكثر صراحة على فوقية الكاستيلية على الكاتالونية والباسكية والغاليثية التي تعتبر «»لغات رسمية ثانية»» في مناطقها عبر ضمان حق الجميع في الدراسة بالاسبانية ومنع اللافتات والوثائق الرسمية المكتوبة حصريا باللغة المحلية. واثارت المبادرة التي بداها سافاتر المعروف بمواقفه المناهضة للمناطقية الشكوك وقال رئيس جامعة خوان كارلوس في مدريد بيدرو غونزالس-تريفيجانو الذي كان من اوائل الموقعين «»لم اشعر قط بانني قومي اسباني واشعر بالراحة تجاه خصوصيات اراضينا»». ففي بلاد الباسك, انشئت «»منصة لحرية الخيار اللغوي»» لمواجهة مساعي الحكومة المحلية القومية من اجل الغاء التعليم بالاسبانية او باللغتين الاسبانية الباسكية, وحصر التعليم باللغة الباسكية مع ثلاث ساعات من دروس اللغة الاسبانية فقط في الاسبوع. وقالت سوزانا ماركيس المشاركة في المنصة «»انه انتهاك لحق اساسي وهو تلقي التعليم بلغة بلادك»». وقال جون اسلا من شعبة التعليم بالباسكية «»ليس الهدف تهميش الكاستيلية, بل دعم اللغة الاضعف»» اي الباسكية, فيما ستبقى الاسبانية على الدوام «»اللغة المسيطرة»». ويطبق هذا النموذج في كاتالونيا منذ اكثر من20 عاما, اذ يقتصر التعليم على اللغة الكاتالونية باستثناء ثلاث ساعات الزامية من اللغة الاسبانية اسبوعيا. وتظهر الدراسات ان مستوى الاسبانية لدى الطلاب الكاتالونيين يوازي لا بل يفوق مستواها في مناطق اخرى, بحسب ممثلة لمديرية التعليم الاسبانية. واوضحت المسؤولة الاسبانية ان «»التنوع اللغوي نعمة, لا نقمة»», ومن الطبيعي ان تسعى الحكومات المحلية الى «»تعزيز»» لغتها بعد سنوات من الحظر ابان دكتاتورية فرانكو 1939 - 1975-.