تعرب دبلوماسية الرباط عن قلقها من احتمال مشاركة قوية للمهاجرين المغاربة في مسلسل انفصال كاتالونيا عن اسبانيا، وتعتبر أن ذلك ضد مصالح المغرب في الصحراء، وطالبت عبر قنوات من أفراد الجالية الابتعاد عن دعم حركة الانفصال هذه. وتوجد عوامل متعددة تجعل الكثير من المغاربة يراهنون على مشاريع الحكومة الكاتالانية. في الوقت ذاته، كانت حكومة كاتالونيا قد راهنت على المغرب وفتحت بعثة أشبه بسفارة لها في مدينة الدارالبيضاء. وكان رئيس حكومة كاتالونيا المؤقت أرثور ماس قد صرح الأسبوع الماضي أنه حان الوقت ليكون لكاتالونيا دولة خاصة، ودعا الى انتخابات تشريعية مبكرة للبرلمان الكاتالاني كما أن البرلمان وقبل حله صادق على قرار يلزم الحكومة الكاتالانية المقبلة بتنظيم استفتاء تقرير المصير. وتوجد علاقات متشعبة بين الملف الكاتالاني والمغرب عبر الهجرة والعلاقات الثنائية. في هذا الصدد، كان آلاف المغاربة قد شاركوا في تظاهرة 11 ايلول (سبتمبر) الماضي في برشلونة وهي من أكبر التظاهرات ليس فقط في تاريخ كاتالونيا بل اسبانيا. وطالبت التظاهرة بحق الكاتالانيين في تأسيس دولتهم في هذه المنطقة أو الإقليم الكبير الذي يفوق عدد سكانه سبعة ملايين ومساحته تتجاوز 32 ألف كلم مربع. وكانت مشاركة المغاربة لافتة للنظر سواء الذين رفعوا الأعلام المغربية أو الذين رفعوا أعلام أمازيغية كما شاركت جاليات أخرى ولكن دون ثق ووزن المغربية. وتعود هذه المشاركة الواسعة الى عاملين، الأول انخراط الكثير من أفراد الجالية المغربية في الأحزاب الكاتالانية التي فتحت لهم الأبواب بعدما هشمتهم الأحزاب الوطنية الأخرى، والثاني يتجلى في ارتباط بعض الحركات الكاتالانية مثل الحزب الجمهوري الكاتالاني بحركات أمازيغية في الريف. ويبدو أن هذه المشاركة لا تروق الحكومة المغربية، إذ قامت أوساط دبلوماسية تابعة للقنصلية المغربية في مدينة برشلونة وعي عاصمة كاتالونيا بالاتصال بنشطاء الجالية المغربية في هذا الإقليم الإسباني الواقع شمال شرق البلاد طالبة منهم عدم دعم محاولة الانفصال التي تدعو إليها الأحزاب السياسية الكاتالانية وربطت ذلك بملف الصحراء الغربية. وتؤكد عدد من مصادر الهجرة بل ومن حزب الوفاق والتجمع الكاتالاني كما نقل موقع ألف بوست أن جهات من القنصلية المغربية اتصلت بعدد من نشطاء العمل الجمعوي في برشلونة وطلبت منهم عدم الانخراط فيما وصفته 'المشروع الانفصالي لحكومة كاتالونيا لأن من شأن ذلك تشجيع مزيد من الانفصال في الصحراء المغربية'. ووفق المعلومات التي حصلت عليها القدس العربي، فقرار الدبلوماسية المغربية يخلف امتعاضا في صفوف الحكومة الكاتالانية وأساسا حزب الوفاق والتجمع الحاكم بقيادة أرثور ماس، ذلك أن ما بين 30 ألف الى 40 ألف مغربي يحق لهم التصويت في اي استفتاء لتقرير المصير بحكم حملهم الجنسية الإسبانية، وهو رقم مهم في إقليم كاتالونيا إذ يشكل قرابة 1' من الناخبين المسجلين في لوائح التصويت. وسيعقد الحزب الحاكم في هذا الإقليم اجتماعات مع المهاجرين ومن ضمنهم المغاربة لإقناعهم بأن تأسيس كاتالونيا لدولة خاصة يصب في مصحلة المهاجرين. وكانت حكومة كاتالونيا في السابق قد فتحت تمثيلية لها في مدينة الدارالبيضاء واعتبرتها بمثابة سفارة خاصة بها، وهو الأمر الذي دفع بمدريد الى الاحتجاج وجرى إغلاقها لاحقا عندما كان الحز الاشتراكي يحكم في كاتالونيا. ويتصدر إقليم كاتالونيا باقي الأقاليم في الاستثمار والتبادل التجاري مع المغرب.