طالبت أوساط دبلوماسية تابعة للقنصلية المغربية في مدينة برشلونة من نشطاء الجالية المغربية في منطقة كاتالونيا عدم دعم محاولة الانفصال التي تدعو إليها الأحزاب السياسية الكاتالانية وربطت ذلك بملف الصحراء المغربية، ويخلف هذا الطلب امتعاضا وسط حكومة كاتالونيا لأنها تعتبره بمثابة تدخل في شؤونها الداخلية. وكان آلاف المغاربة قد شاركوا في تظاهرة 11 سبتمبر الماضي في برشلونة وهي من أكبر التظاهرات ليس فقط في تاريخ كاتالونيا بل اسبانيا، وطالبت التظاهرة بحق الكاتالانيين في تأسيس دولتهم في هذه المنطقة أو الإقليم الكبير الذي يفوق عدد سكانه سبعة ملايين ومساحته تتجاوز 32 ألف كلم مربع. وكانت مشاركة المغاربة لافتة للنظر سواء الذين رفعوا الأعلام المغربية أو الذين رفعوا أعلام أمازيغية كما شاركت جاليات أحرى ولكن دون أهمية المغربية. وتعود هذه المشاركة الواسعة الى عاملين، الأول انخراط الكثير من أفراد الجالية المغربية في الأحزاب الكاتالانية التي فتحت لهم الأبواب بعدما هشمتهم الأحزاب الوطنية الأخرى، والثاني يتجلى في ارتباط بعض الحركات الكاتالانية مثل الحزب الجمهوري الكاتالاني بحركات أمازيغية في الريف. وتؤكد عدد من مصادر الهجرة بل ومن حزب الوفاق والتجمع الكاتالاني لألف بوست أن جهات من القنصلية المغربية اتصلت بعدد من نشطاء العمل الجمعوي في برشلونة وطلبت منهم عدم الانخراط فيما وصفته "المشروع الانفصالي لحكومة كاتالونيا لأن من شأن ذلك تشجيع مزيد من الانفصال في الصحراء المغربية". ويجهل هل هذه الجهات التابعة للقنصلية المغربية تتحرك بمبادرة من عندها أو بطلب من الدبلوماسية المغربية أو بطلب من الحكومة المركزية المغربية. وكان رئيس حكومة كاتالونيا المؤقت أرثور ماس قد صرح الأسبوع الماضي أنه حان الوقت ليكون لكاتالونيا دولة خاصة، ودعا الى انتخابات تشريعية مبكرة للبرلمان الكاتالاني كما أن البرلمان وقبل حله صادق على قرار يلزم الحكومة الكاتالانية المقبلة بتنظيم استفتاء تقرير المصير.