علم لدى الحكومة المستقلة الكاتالونية أن رئيسها أرثور ماس، بدأ أمس الثلاثاء، زيارة إلى المغرب، تستغرق ثلاثة أيام (من 28 فبراير إلى فاتح مارس)، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين. ويرافق ماس في هذه الزيارة٬ التي تعتبر الأولى له خارج بلدان الاتحاد الأوروبي منذ انتخابه رئيسا لحكومة الإقليم في دجنبر 2010، عدد من أعضاء حكومته، على الخصوص، لويس روكردر٬ مستشار في المجال الترابي والتنمية المستدامة٬ وفرانسيكو خافير مينا٬ مستشار في المقاولة والتشغيل٬ وجوزي ماريا بليغري، مستشار في الفلاحة، وكذا الأمين العام للشؤون الخارجية، سنين فلورنثا. ويرافق ماس، أيضا، خلال هذه الزيارة، 200 مقاولا يمثلون 126 شركة من الإقليم، تنشط في مجالات البناء والأشغال العمومية٬ والنسيج٬ والسياحة٬ والصناعة الغذائية٬ والتعمير٬ وتوزيع الماء والكهرباء٬ والسيارات والمجال المالي. وسيجري المسؤول الكاتالاني بهذه المناسبة مباحثات مع عدد من أعضاء الحكومة المغربية، ستتمحور حول سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين كاتالونيا والمغرب. ومن المنتظر أن يزور ماس عددا من المقاولات الكاتالانية الموجودة بمدينة طنجة، حيث سيترأس مراسيم التوقيع على عدة اتفاقيات للتعاون في مجال الموانئ. ويتضمن برنامج زيارة ماس إلى المملكة أيضا٬ حضوره يوم فاتح مارس بالدارالبيضاء، منتدى حول موضوع "من أجل تعاون اقتصادي جديد بين المغرب وكاتالونيا"، ينظمه الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب، والوكالة الحكومية لدعم المقاولات الكاتالانية. وستتركز أشغال المنتدى حول أربعة مواضيع تهم الصناعة والفلاحة والصناعة الغذائية وتسيير المدن والسياحة. ويعتبر إقليم كاتالونيا أحد الشركاء الاقتصاديين والتجاريين الرئيسيين للمغرب٬ إذ تمثل مقاولاته حوالي 40 في المائة من الشركات الإسبانية النشيطة بالمملكة المغربية٬ وأزيد من 55 في المائة من الاستثمارات الإسبانية بها تأتي من هذا الإقليم. وارتفعت المبادلات التجارية بين كاتالونيا والمغرب خلال السنوات الأخيرة٬ إذ زادت صادرات كاتالونيا عام 2010 نحو المملكة إلى 670 مليون أورو، ما يمثل 21,75 في المائة من مجموع البضائع الإسبانية المصدرة إلى السوق المغربي. وفي المقابل بلغت واردات الإقليم القادمة من المغرب في العام نفسه 433 مليون أورو٬ وهو ما يمثل 18,19 في المائة من مجموع المنتوجات المغربية الواردة من قبل إسبانيا. وتصدر كاتالونيا نحو المغرب، على الخصوص، مواد خاصة بصناعة النسيج٬ ومنتوجات كيمائية٬ وألبسة٬ وأجهزة إلكترونية٬ وآلات صناعة النسيج٬ ومواد البناء٬ وأجهزة كهربائية منزلية٬ ووقود وزيوت. وتستورد من المغرب، على الخصوص، منتوجات صناعة النسيج والأجهزة الكهربائية٬ ومنتوجات البحر. ويقيم بالإقليم حوالي 230 ألف مواطن مغربي٬ ما يمثل أكبر جالية أجنبية بكاتالونيا.