كانت مباراة المنتخب المغربي لكرة القدم أول أمس السبت ضد نظيره للموزمبيق مناسبة أخرى لتوحيد جميع المغاربة بمختلف مكوناتهم ليقفوا وقفة واحدة وراء هذا المنتخب في مباراته الحاسمة، حيث كان على منتخب الأسود بقيادة الناخب الوطني الجديد رشيد الطاوسي الانتصار بثلاثة أهداف نظيفة للتأهل مباشرة إلى كأس إفريقيا بعد التعثر الذي سجلوه في مباراة الذهاب ضد نفس المنتخب بقيادة المدرب البلجيكي غيريك غيريتس. وبالإضافة إلى ما أبدته الجماهير المغربية من روح للمواطنة في تشجيع المنتخب المغربي وطاقمه التقني الجديد بالملعب الكبير لمراكش في هذه المباراة التي كانت مصيرية بالنسبة لكل العناصر المؤثثة لهذا المنتخب ومحددة لمسار الإطار الوطني رشيد الطاوسي في أولى تجاربه مع منتخب الكبار، أبان المغاربة مرة أخرى على مواطنتهم والتحامهم الكبيرين حين يتعلق الأمر بقضية وطنية تتعلق بالوحدة من أجل نصرة الوطن وإعلاء الراية المغربية. وقد أبدت معالم الفرحة الكبيرة التي عبر عنها المواطنون في أعقاب نهاية هذه المباراة في جميع مدن المملكة وقراها مدى اللحمة التي تجمع المغاربة مع مكتسباتهم الوطنية وفي مقدمتها تحقيق الانتصارات الرياضية لرفع الراية المغربية خفاقة. وهتفت الجماهير المغربية خارج الملعب بعد نهاية المباراة، وبعيدا عن مدينة مراكش التي احتضنت المباراة، في جل المدن والقرى بطول حياة الملك متغنية بالأمجاد والمكتسبات التي تم تحقيقها في عهده، ومتغنية بحبها للوطن والراية المغربية. وتاقت هذه الجماهير وهي تجوب الشوارع في جل هذه المدن وساحاتها إلى المزيد من المناسبات للتألق وإعلاء الراية الوطنية. هكذا، عبر الآلاف من سكان مدينة الدارالبيضاء عن فرحتهم وابتهاجهم بتأهل المنتخب الوطني المغربي إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم في أعقاب الفوز الكبير الذي حققه أسود الأطلس أول أمس السبت بالملعب الكبير بمراكش على حساب منتخب الموزمبيق 4-0، برسم إياب الدور الثالث والأخير من التصفيات. ومنذ توقيع الهدف الثاني بواسطة العميد الحسين خرجة عن طريق ضربة جزاء٬ محققا بذلك التعادل في نتيجة مباراتي الذهاب والإياب٬ خرج العشرات من الشبان على متن دراجات وخرقوا الصمت الذي ساد على غير العادة في مثل هذه الساعة في العاصمة الاقتصادية التي تحولت إلى مدينة "ميتة" منذ انطلاقة المباراة. وغصت شوارع مدينة الدارالبيضاء بأمواج بشرية نزلت للتعبير عن فرحتها وتمجيدها لهذا الإنجاز الذي فتح باب التأهل على مصراعيه إلى العرس الكروي القاري الكبير٬ أمام منتخب ضم عناصر متوثبة ونشيطة. وكان حشد كبير من السكان قد خرج في مواكب كبيرة مطلقين العنان لمنبهات دراجاتهم النارية وسياراتهم عبر مختلف الشوارع الرئيسية للمدينة احتفالا بهذا التأهل. وسارع العديد من السكان إلى الالتحاف بالعلم الوطني وارتداء قميص "أسود الأطلس" وتلوين وجوههم باللون الأحمر ورسم النجمة الخضراء على خدودهم والتلويح بالشعارات والأهازيج المخلدة لهذا الإنجاز الرياضي الكبير٬ وتنافسوا في مسيرات كبيرة على إظهار فرحتهم من خلال استعمالهم لعدد من الآلات الموسيقية رافعين الأعلام الوطنية وقمصان المنتخب المغربي. واستمرت الاحتفالات لساعات طويلة شارك فيها الصغار والكبار على حد سواء بالرقص والغناء للاستمتاع بهذا الإنجاز الرياضي التاريخي الذي حققه "أسود الأطلس". وارتباطا بذلك لم تكن صفارة الحكم بانتزاع منخب الأطلس لتأشيرة المرور إلى نهائيات العرس الإفريقي٬ وإنما انطلاقة عرس شارك فيه الآلاف من سكان مدينة الرباط الذين خرجوا للتعبير عن فرحتهم بهذا الإنجاز الجديد للكرة المغربية. حيث خرجت حشود غفيرة للشوارع مباشرة بعد نهاية المباراة الحاسمة للتعبير عن فرحتها حاملة الأعلام الوطنية ومرددة شعارات تمجد هذا الإنجاز الرائع الذي طالما انتظروه لاسيما بعد نكسة 2009، عندما خرج المنتخب المغربي خاوي الوفاض من التصفيات المزدوجة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم (أنغولا 2010) ومونديال جنوب إفريقيا (2010). وأطلق السائقون في شوارع العاصمة الرباط٬ العنان لمنبهات سياراتهم التي شكلت قوافل على طول شوارع محمد الخامس وعلال بن عبد الله والنصر وغيرها عازفين سمفونية رائعة. وكانت حناجر الجماهير الغفيرة تحيي "أسود الأطلس" مرددة شعارات تمجد انطلاقتهم الموفقة مع مدربهم الجديد الإطار الوطني رشيد الطاوسي. واحتفل الأطفال والشباب كل بطريقته الخاصة منهم من قام برقصات فولكلورية ومنهم من كان يقوم بألعاب بهلوانية تعبيرا عن بهجتهم بهذا الفوز والتأهل لنهائيات كأس إفريقيا بعد أن كان هذا الحلم على وشك أن يتحول إلى سراب. والمؤمل أن تكتمل فرحة هذا الجمهور٬ الذي يفيض حماسا ويعشق كرة القدم حتى النخاع٬ والذي شكل على الدوام السند القوي ل"أسود الأطلس" باعتلاء الفريق الوطني قمة هرم الكرة الإفريقية والتتويج بلقب قاري ثان بعد الأول عام 1976 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ويعيد لكرة القدم المغربية هيبتها وإشعاعها في دورة 2013 بجنوب إفريقيا. وعرفت جل المدن المغربية والقرى معالم مختلفة من الفرحة في الشوارع والساحات من طرف الجماهير التي خرجت بطريقة عفوية معبرة على النصر الذي حققته الكرة المغربية وهي تحقق التأهل إلى كأس إفريقيا للمرة الخامسة عشرة متمنية أن يكون هذا الفوز بداية لمرحلة جديدة للكرة المغربية بعد الاخفاقات المتتالية التي عاشتها في عدة مراحل آخرها مرحلة البلجيكي ايريك غريستس.