لم تكن صفارة الحكم فقط إيذانا بنهاية المباراة الحاسمة ضمن الدور الثالث والأخير من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2013 لكرة القدم المقررة بجنوب إفريقيا٬ التي جمعت مساء يوم السبت 13 أكتوبر، بملعب مراكش الكبير بين المنتخبين المغربي والموزمبيقي٬ والتي انتهت بفوز "أسود الأطلس" بحصة عريضة 4-0 وانتزاعهم لتأشيرة المرور إلى نهائيات العرس الإفريقي٬ وإنما انطلاقة عرس شارك فيه المئات من سكان مدينة الرباط الذين خرجوا للتعبير عن فرحتهم بهذا الإنجاز الجديد للكرة المغربية. وخرجت حشود غفيرة للشوارع مباشرة بعد نهاية المباراة الحاسمة للتعبير عن فرحتها حاملة الأعلام الوطنية ومرددة شعارات تمجد هذا الإنجاز الرائع الذي طالما انتظروه لاسيما بعد نكسة 2009 عندما خرج المنتخب المغربي خاوي الوفاض من التصفيات المزدوجة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم (أنغولا 2010) ومونديال جنوب إفريقيا (2010). وأطلق السائقون في شوارع العاصمة الرباط٬ العنان لمنبهات سياراتهم التي شكلت قوافل على طول شوارع محمد الخامس وعلال بن عبد الله والنصر وغيرها عازفين سمفونية رائعة. وكانت حناجر الجماهير الغفيرة تحيي "أسود الأطلس" مرددة شعارات تمجد انطلاقتهم الموفقة مع مدربهم الجديد الإطار الوطني رشيد الطاوسي. واحتفل الأطفال والشباب كل بطريقته الخاصة منهم من قام برقصات فولكلورية ومنهم من كان يقوم بألعاب بهلوانية تعبيرا عن بهجتهم بهذا الفوز والتأهل لنهائيات كأس إفريقيا بعد أن كان هذا الحلم على وشك أن يتحول إلى سراب. والمؤمل أن تكتمل فرحة هذا الجمهور٬ الذي يفيض حماسا ويعشق كرة القدم حتى النخاع٬ والذي شكل على الدوام السند القوي ل"أسود الأطلس" باعتلاء الفريق الوطني قمة هرم الكرة الإفريقية والتتويج بلقب قاري ثان بعد الأول عام 1976 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ويعيد لكرة القدم المغربية هيبتها وإشعاعها في دورة 2013 بجنوب إفريقيا.