سارت تظاهرة في احدى بلدات محافظة القطيف في شرق السعودية مساء السبت استنكارا للفيلم المسيء للاسلام بمشاركة رجال دين ونساء واطفال, بحسب ما ذكرته مصادر حقوقية وشهود عيان الاحد. وهتف مئات شاركوا في مسيرة اخترقت الشارع الرئيسي في بلدة العوامية التي يطغى عليها طابع التشدد الديني "لبيك يا رسول الله" وحملوا يافطات كتب عليها الشعار ذاته, وفقا للمصادر. كما اطلقوا شعارات منددة بالولايات المتحدة ودول غربية اخرى. وقالت المصادر ان رجل الدين المتشدد عبد الكريم الحبيل دعا الى هذه التظاهرة. وكان متظاهرون في سيهات, احدى بلدات القطيف ذات الغالبية الشيعية, احرقوا الجمعة العلمين الاميركي والاسرائيلي استنكارا للفيلم المسيء. يشار الى ان السلطات السعودية تحظر التظاهرات والتجمعات. وانتهت المسيرة بهدوء بعد ان جابت شارع الملك عبد العزيز بمشاركة الالاف وكذلك عدد من رجال الدين ومئات من النساء والاطفال. وقد وجه رجال دين ومواقع الكترونية الدعوة منذ ايام لخروج المسيرات الاحتجاجية. وقد شهدت القطيف مسيرات احتجاجية متفرقة رفعت شعارات تأييد للانتفاضة في البحرين ربيع العام ,2011 ثم تحولت للمطالبة باطلاق سراح معتقلين واجراء اصلاحات سياسية في المملكة. وسقط عشرة قتلى في القطيف منذ اكتوبر العام الماضي. وتعد المنطقة الشرقية الغنية بالنفط المركز الرئيسي للشيعة الذين يشكلون نحو 10% من السعوديين البالغ عددهم نحو 19 مليون نسمة. ويتهم ابناء الطائفة الشيعية السلطات السعودية بممارسة التهميش بحقهم في الوظائف الادارية والعسكرية وخصوصا في المراتب العليا للدولة. في غضون ذلك, دعا حوالى سبعين من رجال الدين الشيعة في القطيف والاحساء "صناع القرار في العالم الاسلامي الى "اعلان تضامنهم مع النبي وخدمته بالقرارات المناسبة وخصوصا سن قانون دولي يجرم الاساءة للاديان وانتهاك المقدسات". واعتبروا ان ما "يدفع نحو الاساءة هو الفجوة الكبيرة التي تبدو بين الشعوب المسلمة والمنظمات والمؤتمرات الاسلامية حيث لا يتوقع المسيؤون أن الشعوب المسلمة ستحصل على مساندة بقرارات حاسمة من هذه المراكز". وحذر الموقعون وابرزهم علي السلمان وحسن الصفار وحسن بوخمسين من "الانجرار وراء اي عمل او ردة فعل لا تخدم القضية حتى لا يستغلها الاعداء في تشويه وضرب المسلمين".ودعوا الى "احترام وتقدير اصحاب الكلمة الحرة والمعتدلين من ابناء الديانات الاخرى الذين شجبوا هذه الثقافة الهابطة, باعتبارهم شركاء في النسيج الاجتماعي والكيان الانساني".