تحدث بنكيران وصحبه، في أول لقاء للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بعد المؤتمر العام السابع، عن حرب الدسائس التي تقودها بعض الجهات ضد الحكومة الحالية، وتسعى هذه الدسائس، حسب قيادة الحزب، إلى الإيقاع بين الملك ورئيس الحكومة لأنها تسعى إلى عودة التحكم في المشهد السياسي. وصور بنكيران نفسه وحزبه على أنه الغول الذي يخيف الجميع وبالتالي تجب محاربته، وتبدأ الحرب من خلال الدسيسة بينه وبين الملك وإيصال أخبار وتقارير مغلوطة عن رئيس الحكومة. ويستبطن هذا القول أن الملك ينتظر ما يصله عن رئيس الحكومة من أخبار ليعرف عمل الحكومة مع العلم أن ما يقوله ويفعله بنكيران هو قضية رأي عام بحكم المنهجية التي يتعامل بها ويدير بها الشأن العام، فلن يكون الملك في حاجة إلى من يخبره بزلات بنكيران والتي يعرفها القاصي والداني. ويرى المهتمون أن الملك ليس بحاجة إلى أصحاب الدسائس ولا مخبرين كي ينقلوا إليه فضائح بنكيران فهي منشورة في واضحة النهار، ومن حسنات بنكيران أنه يفضح نفسه بنفسه لأنه أخذ على عاتقه تمييع المشهد السياسي بسياسة قول كل شيء بما في ذلك ما يقوله "مول البيسري". ولن يكون الملك في حاجة إلى من يدس إليه الأخبار ليعرف أن بنكيران عاجز منذ توليه رئاسة الحكومة عن تدبير الشأن العام وأن جل ما قام به هو حركات مسرحية، وبالتالي فإن الحديث عن أصحاب الدسائس هو محاولة لتحقيق ما ألزم به بنكيران نفسه عندما قال إنه لن يتعامل مع مستشاري الملك، ولما دخل إلى أركان الدولة وجد أن المؤسسة الملكية ليست شخصا وإنما مؤسسة قائمة الأركان تشتغل بالوسائل الحديثة في تسيير الشأن العام. فوثائق الحكومة منشورة في الصحف ويتم تسريبها للطبالجية وتتوصل بقرارات قبل أن يتوصل بها الوزراء ويستكثر بنكيران أن الملك على علم مباشرة بكل ما يقوم به، فحتى الباعة الجائلون يعرفون ما يقوم به بنكيران، هذا دون أن ننسى أن الملكية مؤسسة كاملة الأركان وطريقة اشتغال مؤسسات من هذا النوع يمنع الدسيسة. ويبدو أن العودة للحديث عن الدسائس ما هي إلا محاولة جديدة لتبرير الفشل في التسيير وتعليق أسبابه على وجود دسائس بين رئيس الحكومة والملك، مع التذكير بأن بنكيران يتحدث دائما عن أن الملك يكلمه بشكل مستمر وأنه قال له لا تخضع لأحد واعمل ما تراه صائبا. فما الذي وقع حتى تراجع بنكيران عن كلامه؟