بشكل مؤثر استعاد عبد الله بنكيران، دقائق قليلة بعد تجديد انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، طيف والدته للا مفتاحة، التي كانت بصمتها حاضرة في الكثير من محطات مساره السياسي، الذي أوصله إلى المشور السعيد. وقال ردا على سؤال ل«المساء»، خلال الندوة الصحافية التي نظمت عقب إعلان فوزه، إن «الوالدة اليوم كلها بركة.. وهي دائما كتدعي معي وبعض المرات كتطرح شي أسئلة في السياسة.. هاد الوالدة ما بغيتوش تفرقوا معها». وأماط بنكيران، المنتشي بما حققه من انتصارات مبينة في ظرف أربع سنوات من قيادته سفينة الحزب الإسلامي، اللثام عن جوانب جديدة في شخصية والدته، حين كشف أنها من فرط شغفها بالسياسة عابت عليه عدم سؤاله للاطمئنان على الملك محمد السادس خلال سفره إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال:»واحد النهار مشيت نودع جلالة الملك كان غادي لأمريكا، وفي الليل قالت لي: واش سولت على الملك واش وصل، قلت لها: لا، وهي تقول لي: عيب عليك». ولم يجد بنكيران أمام عتاب لالة مفتاحة، التي يبدو أنها فوجئت بتسرب اسمها إلى الصحافة، غير الاستنجاد بغريمه السياسي السابق فؤاد عالي الهمة، الذي كان برفقة الملك إلى أمريكا للاطمئنان على حاله. إلى ذلك، عبر بنكيران عن رفضه منهج التسيير المباشر لحزبه، معتبرا أن إحداث منصب مدير للحزب سيسهل عليه عمله للتوفيق بين الأمانة العامة وبين رئاسة الحكومة، وقال:»طريقتي في العمل أن أفوض صلاحياتي، واليوم ليس هنالك تدبير مباشر وإنما تدبير عصري مبني على التفويض». وأضاف مازحا «التسيير المباشر هو الذي يكون في البيسري، وأنا معنديش الحانوت. هذا حزب سياسي، أما أنا فأفوض الصلاحيات لأشخاص وأترك لهم إمكانيات الحرية ولا أتدخل إلا إذا اقتضى الأمر ذلك». وفيما وصف بنكيران علاقته بعبد الله باها، رفيق دربه وكاتم أسراره، بالقوية وأن لاشيء سيفرق بينهما «إلا اذا فرقت بيننا الموت»، اعتبر ترشح العثماني لمنافسته على كرسي الأمانة العامة شجاعة كبيرة يستحق الشكر عليها، مرجعا بالمقابل لجوء كل من مصطفى الرميد وعزيز الرباح إلى إعلان انسحابهما من السباق إلى احترامهما قوانين الحزب. بنكيران رفض كل حديث عن الفصل بين الحزب والحكومة، وطرح أسئلة عن مدى قدرته على الجمع بين وجوده على رأس الحكومة، وبين تكليفه بتدبير الأمانة العامة من هذا القبيل، معتبرا بأن ذلك «محاولة لجرنا إلى نقاش لا أرى ضرورة لطرحه، لأن اشتغال الحزب هو الذي حمله إلى قيادة الحكومة، وبالتالي لا معنى للحديث عن فصله عن ذلك». وتمكن بنكيران خلال الندوة الصحافية من تفادي الدخول في جدل بشأن حضور زعيم مجموعة «جي 8»، صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، الذي كان حضوره خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السابع يوم السبت الماضي قوبل باستهجان من قبل مؤتمري الحزب، مكتفيا بالقول: «حضور مزوار لا علاقة بينه وبين أي شيء آخر، فهو زعيم حزب سياسي استدعيناه فلبى الدعوة، قاطعا عطلته وأنا لا أملك إلا أن أشكر صنيعه». من جهة أخرى، توقف الأمين العام لحزب المصباح عند غياب بعض الأحزاب الأوروبية، وخاصة الفرنسية منها، عن الجلسة الافتتاحية رغم توجيه الدعوة إليها، مقرا بجانب من المسؤولية بسبب عدم قدرة الحزب على ترسيخ علاقته بتلك الأحزاب، مؤكدا أن التواصل في المستقبل سيكون أكثر.