حمل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران مسؤولية جزء كبير من الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المغرب إلى السلوكات المعيشية اليومية للمواطن المغربي المرتبطة بالاستهلاك، في حين حمل الجزء الثاني من هذه المسؤولية إلى الحكومات السابقة، محاول تبريء حكومته من الوضع الاقتصادي والاجتماعي المحرج الذي وصل إليه المغرب. فلقد ربط بنكيران خلال الجلسة الشهرية التي نظمها مجلس النواب أول أمس تردي الوضع الاقتصادي للمغرب وتوجه الاستهلاك الداخلي للأسر المغربية نحو المواد المستوردة الذي قال إنها تنافس المنتوجات الوطنية، كما ربط بنكيران بين الأزمة الاقتصادية التي يعيشها المغرب وبين الإقبال الكبير للأسر المغربية على استهلاك الكهرباء المستخلص من الفيول الذي قال بأن أثمانه ارتفعت في السوق العالمية، في حين حمل ما تبقى من المسؤولية إلى السياسات الاقتصادية التي اتبعتها الحكومات السابقة وتأخر الإصلاحات المرتبطة بصندوق المقاصة. وبلغة الحسرة القريبة من الندم على زيادة درهمين فقط في ثمن البنزين ودرهم في ثمن الغازوال وقال إن حكومته زادت في ثمن المحروقات عندما كان ثمنها في السوق العالمية لا يتجاوز 90 دولارا في اليوم، مؤكدا أن اليوم أصبح ثمن البرميل الواحد أكثر من 113دولارا. ومن جانبها، اتهمت فرق المعارضة حكومة عبد الإله بنكيران بالسير بالمغرب نحو المجهول، وفي هذا الإطار أكد الفريق الاشتراكي استعراض الفرضيات الهشة في تحضير القانون المالي، مضيفا أن المعارضة سبق لها أن حذرت من التهديديات التي يمكن أن تواجه الاستقلال المالي للمغرب وعودة صندوق النقد الدولي للتحكم في المغرب، كما انتقد سياسة "عفا الله عما سلف" التي لجأ إليها بنكيران في محاربة الفساد. بدوره أكد فريق الأصالة والمعاصرة على لسان النائبة البرلمانية ميلودة حازب أن الأرقام المعلن عنها من طرف الحكومة حول الوضعية الاقتصادية للمغرب تنذر بدخول الاقتصاد الوطني منطقة حرجة ستكون لها انعكالسات اجتماعية خطيرة، واستشهدت بالمثل المغربي الذي يقول "قالوا باك طاح قالوا من الخيمة اخرج مايل"، مؤكدة أن الحكومة لا تتوفر على خارطة طريق واضحة منتقدة الارتجالية في اتخاذ مجموعة من القرارات من ضمنها الزيادة في أسعار المحروقات التي كان لها التأثير الكبير في القدرة الشرائية للمواطن، مؤكدة أن الشعبوية ولم تعد تنفع المغرب. ومن جهته، انتقد رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب عبد اللطيف وهبي تناقض قول وفعل بنكيران، موضحا أن رئيس الحكومة بقوله عندما قرر الزيادة في ثمن المحروقات كان يريد أن يتفادى رهن المغرب قبل أن يلجأ بعد ذلك لاقتراض 6 ملايير دولار، مذكرا بنكيران أن المغرب ليس لحكومته وحدها وإنما هو مغرب الجميع، منتقدا التصريحات غير المسبوقة لرئيس الحكومة وما يمكن أن تشكله من تأثير كبير في علاقتنا مع الخارج وما يتبعها من تهديد للاستثمار، مؤكدا أن الحكومة لا تأخذ الاحتياطات اللازمة في تدبير شؤون البلاد مشيرا إلى أنه حكومات الدول الأخرى تخطط ل20 سنة بينما حكومة بنكيران لا تخطط حتى ل 3 أشهر، أما التجمع الوطني للأحرار فقد انتقد ضعف آليات التتبع واليقضة في المجال الاقتصادي.