بلغت حصيلة حادثتين متفرقتين وقعتا أول أمس الإثنين مقتل ما لا يقل عن 27 شخصا كانوا على متن حافلتين الأولى كانت متوجهة إلى الناظور وانقلبت عند مدخل مدينة العروي، والثانية كانت قادمة من أكادير وانقلبت عند مدخل مدينة الصويرة وبالضبط قرب جماعة تمنار وفي منطقة تدعى سميمو التابعة لإقليم الصويرة، واعتبرت حصيلة أول أمس الإثنين الأكثر دموية هذه السنة، بالنظر إلى حجم الخسائر البشرية، ووصفت مصادر مهتمة ما حصل بالكارثة التي لا يمكن السكوت عنها مهما كانت المبررات التي يمكن تقديمها، موضحة أن الإشارة باستمرار إلى المهنيين والحالة الميكانيكية للحافلات لم يعد مقبولا. وخلف حادث مقتل 17 شخصا في حادثة أكادير حالة من الخوف والرعب في صفوف المواطنين، وقد كانت الحافلة منطلقة من أكادير قبل أن تنقلب على الطريق الوطنية رقم 1، وبالضبط على مستوى الجماعة الحضرية تَامانار، وكانت هذه ثاني حادثة مميتة وقعت في أقل من 12 ساعة، بعد انقلاب حافلة أولى، منطلقة من الرباط، على بعد 40 كيلومترا من مدينة النّاظور.. وهي الحادثة التي خلفت وفاة 10 أفراد و33 آخلرين بإصابة بدنية متفاوتة الخطورة. وقالت مصادر متطابقة، إن مشكل الحوادث التي ارتفعت وتيرتها مع حلول العطلة، تحول إلى هاجس حقيقي، واختلفت مبررات المهنيين والمسؤولين على حد سواء، ففيما أشارت أصابع الاتهام إلى أرباب الحافلات الذين حولوا الطرقات إلى حلبة للسباق، أشار هؤلاء إلى أن إغراق الطرقات بالحافلات كان وراء هذه الأرقام المخيفة، وأوضحت المصادر أن بعض الخطوط تعج بعشرات الحافلات التي تنطلق في وقت واحد، حيث تحول الطرق إلى حلبة للسباق للوصول أولا إلى المحطة الأخيرة والعودة في نفس اليوم، وحملت المصادر ذاتها، وزارة التجهيز والنقل مسؤولية ما يقع في الطرقات المغربية، موضحين أن الحوادث المميتة تقع كل يوم، وطالبت المصادر بفتح تحقيق جدي للوقوف على ملابسات هذه الحوادث، مشددة على أن الاستمرار في اتهام المهنيين لا يحل المشكل، مادام أن هناك جهات أخرى تتحمل قسطا من المسؤولية خصوصا ما يتعلق بمراقبة الحافلات من الناحية التقنية والقانونية. واستغربت المصادر ذاتها، صمت الجهات الحكومية رغم أن الحصيلة كانت ثقيلة جدا، وقالت المصادر إن أرواح المغاربة لا تساوي شيئا، خصوصا أن ما حدث لم يحرك في المسؤولين أي شعور بالمسؤولية، موضحين أن مقتل مواطن واحد يعني خسارة تقدر بالملايير. وطالبت المصادر ذاتها بفتح تحقيق نزيه للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء حرب الطرقات، وكانت مصادر قريبة من حادث مدينة الصويرة، رجحت أن يكون سبب فاجعة الصويرة شجار وقع بين سائق الحافلة الذي لقي حتفه واحد الركاب، وأوضحت المصادر، أن الأمر يتعلق بسيدة ارتمت على مقود الحافلة في إحدى المنعرجات وأدارته بقوة مما أدت إلى سقوط الحافلة من مرتفع خطيرة وفي منطقة وعرة جدا. وذهبت المصادر إلى الحديث عن ارتفاع عدد القتلى بالنظر إلى خطورة بعض الإصابات، حيث تحدثت عن 20 قتيلا و8 إصابات وصفت بالخطيرة، ويوجد من بين القتلى سائحة هولندية و6 أطفال وامرأة حامل. وقد استعانت الوقاية المدنية ب8 سيارات للإسعاف لنقل الجرحى والضحايا إلى مستشفى الصويرة سيدي محمد بن عبد الله، وقد لجأت عناصر الوقاية المدنية إلى سيارات إسعاف تابعة للجماعات القروية التابعة للإقليم لكون مدينة الصويرة لا تتوفر سوى على سيارتين. عبد المجيد أشرف