اكتشف حزب العدالة والتنمية أخيرا فكر الخطيب والوكوتي، الزعيمين الروحيين للحركة الشعبية الدستورية التي أعارت اسمها لحزب العدالة والتنمية بعدما توصل زعماء هدا الحزب الذي يقود الحكومة برئاسة أمينه العام عبد الإله بنكيران إلى أن فكر هذين الرجلين هو المسيطر على إيديولوجيتهم وأن من دون هذا الفكر لا يمكن لحزب المصباح مسايرة التنظيم والتأطير والتسيير الحزبي والسياسي بصفة عامة، وهو ما صرح به محمد يتيم برلماني ونقابي الحزب الحاكم في الندوة الصحافية التي تم عقدها صباح أمس بالرباط بمناسبة انعقاد المؤتمر السابع للحزب السبت والأحد المقبلين حين أكد على أن من بين التعديلات التي عرفها القانون الأساسي للحزب التجديد الرسمي للوفاء لمؤسس الحزب الراحل عبد الكريم الخطيب و معه بنعبد الله الوكوتي . واكتشف زعماء البيجيدي من جانب آخر، أن القوانين التي كانوا يدبرون بها حزبهم، ومن دون استثناء، غير ديمقراطية بل مجحفة قبل أن يهتدوا إلى تعديلها وفق مُلاءمة تامة وضمنية مع جوهر الدستور الجديد ومع القوانين التنظيمية لباقي الأحزاب السياسية، كما أشارت إلى ذلك وثيقة إخبارية تهم توجهات تعديل النظام الأساسي لهذا الحزب، كما اهتدوا إلى تفعيل ترسيخ المناصفة بين الرجال والنساء لديهم في تحمل المسؤولية الحزبية حينما خصصوا للمرأة في القانون الأساسي الجديد نسبة 25 في المائة من مجموع المؤثمرين، الشيء الذي يؤكد أن الإجحاف في حق نساء البيجيدي كان هو السائد في المؤتمرات الستة الماضية فيما يتعلق بتحمل المسؤولية داخل الحزب نفس الشيء بالنسبة للشباب الذين خصصت لهم نسبة 20 في المائة من مجموع المؤتمرين. وعلاقة بالديمقراطية التي كانت مفتقدة قبل تعديل القانون الأساسي للحزب، اهتدى زعماؤه الى تقليص ولاية المسؤولية، من الأمانة العامة إلى آخر مهمة بالحزب، إلى ولايتين فقط، "بعدما كانت مدة "الولاية" مفتوحة وغير محددة وفي ذلك أكبر دليل على الإجحاف في الديمقراطية قبل الاهتداء إليها ب"هدي" من الله. في سياق الاكتشافات المتأخرة لحزب العدالة والتنمية، أكد محمد ليتيم في الندوة ذاتها على أن مستجدات القانون الأساسي للحزب تتضمن اعترافا ضمنيا بالقضية الفلسطينية، بحيث تم التأكيد على أنها أصبحت قضية وطنية وفوق كل اعتبار، غير أن هذا الاكتشاف الذي فطن إليه حزب البيجيدي جاء متأخرا، لأن القضية الفلسطينية كانت وماتزال في قلب كل مغربي ومغربية وحولها إجماع وطني لكل المؤسسات الوطنية وعلى رأسها الملك ومعه الشعب منذ اندلاع هده القضية (الفلسطينية)، علما أن اعترافات المغاربة وعطاءاتهم لها ظلت بسخاء ومن دون شروط حيث كان المغاربة على سبيل المثال لا الحصر يؤدون ضرائب على استهلاك السجائر لصالح القضية الفلسطينية، بل إن الراحل الحسن الثاني كان أسس لجنة القدس وترأسها كما يترأسها اليوم الملك محمد السادس، وقد بنت وشيدت في الأراضي الفلسطينية العديد من الإنجازات التي تقف اليوم شاهدة على اعتراف المغاربة بالقضية الفلسطينية ومساندتهم لها قبل أن يأتي اليوم حزب العدالة والتنمية ب"فَتحه المُبين" تجاهها. وأكدت الندوة الصحافية التي استعارت عبارة "أصالة " في شعارها " أصالة، عدالة، تنمية"، على أن عدد المؤتمرين في المؤتمر السابع بلغ 2500 مؤتمِر في الجماعات الحضرية والقروية إضافة إلى 60 مندوبا عن الجالية المغربية المقيمة بالخارج، سينتخب منهم 160مسؤولا حزبيا منهم 12 ممثلا للجالية. كما أكدت الندوة على أن نفقات المؤتمر السابع ستتعدى 500 مليون سنتيم، وأن الطبقات السوسيو- مهنية للحزب ستكون كلها ممثلة في المؤتمر بما فيها العاطلون الذين يشكلون 3 في المائة من مجموع المؤتمرين.محمد عفري