التزمت وزارة الخارجية المغربية الصمت حول ما أقدمت عليه قناة "الجديد" اللبنانية من بث خريطة المغرب مبتورة من أقاليمه الصحراوية، وذلك خلال نشرتها المسائية ليوم الجمعة الماضي خلال تناولها لموضوع "توّزع الأحزاب الإسلامية فى مختلف الدول العربية"، حيث ظهرت خريطة المملكة المغربية مبتورة. ومقابل هذا الصمت غير المقبول من طرف وزارة الخارجية المغربية التي يقودها سعد الدين العثماني القيادي في حزب العدالة والتنمية، استنكرت "الشبكة الدولية للنشطاء المدنيين لدعم مقترح الحكم الذاتي"، فى بيان لها، ما بثته قناة "الجديد" اللبنانية في نشرتها المسائية الرئيسية في تقرير أعدّه فريق الأخبار، حيث ظهر التراب المغربي منفصلاً عن صحرائه. وفي هذا الإطار، أشارت رئيسة الشبكة الناشطة والصحافية اللبنانية رويدا مروّة - في تصريح لها باسم الشبكة - إلى أنّ هذا الأمر مرفوض تماماً من قناة لبنانية عريقة لها اسمها ومكانتها بين اللبنانيين والعرب على السوّاء، ولديها نسبة مشاهدة مرتفعة جداً مثل قناة "الجديد" والتي قدّمت للبنان شهداء في مجال الصحافة دفاعاً عن حرية الرأي والتعبير والقيم الإنسانية والمهنية الإعلامية والوحدة الوطنية. وأضافت مروّة، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عربية أن هذا البتر قد يمرّ مرور الكرام أمام أعين المشاهد اللبناني والعربي لكنّه له أخطر الأثر على كرامة وعنفوان والوحدة الترابية لبلد عربي شقيق له امتداد دولي ومكانة تاريخية عريقة هو المملكة المغربية وشبعه الذي لا ولن يقبل المسّ بترابه وخريطته رفضاً لأي محاولات انفصالية تمسّ وحدة الشعب والأرض. وقالت مروّة، إنّها ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها الإعلام العربي خطأ كبيراً بحق ملف الصحراء، فالإعلام العربي يتجاهل مناقشة النزاع على الصحراء من الناحية السياسية والأمنية والإنسانية من جهة ويتجاهل منذ حوالي 37 عاماً معاناة الآلاف من الصحراويين الذين يعيشون داخل مخيمات تيندوف، جنوب غرب الجزائر. بدوره أدان الناشط والكاتب اللبناني محمود فقيه، عضو الشبكة الدولية للنشطاء المدنيين لدعم مقترح الحكم الذاتي، هذا البتر "المستفّز" لخريطة بلد عربي شقيق من قبل "الجديد"، معتبراً هذا الأمر خطأ" مهنيا فادحا قبل ارتكتبه القناة قبل أن يكون خطأ إنسانيا بحق شعب وأرض وتاريخ المغرب ووحدته، واستغرب فقيه كيف أن الإعلام اللبناني والعربي لا يرى في المغرب سوى ذلك البلد الجميل بسياحته ويحملون عشرات الصور النمطية الخاطئة التي تشوّه شعبه ويجهلون أحد أهم قضاياه الاستراتيجية والأساسية سياسياً وأمنيا واقتصادياً ألا وهي قضية الصحراء، معتبراً أن هذا الخطأ يجب أن يتم تداركه والاعتذار عنه بأسرع وقت ممكن، مذكراً أن المغرب قيادة وشعباً رائد في دعم قضايا عربية أبرزها قضية فلسطين التي يتغنّى بها أمثال قناة "الجديد" في نشراتهم وبرامجهم.