استنكرت "الشبكة الدولية للنشطاء المدنيين لدعم مقترح الحكم الذاتي"، في بيان أصدرته اليوم السبت، ما بثّته قناة "الجديد" اللبنانية في نشرتها المسائية الرئيسية ليوم الجمعة 29 يونيو، في تقرير أعدّه فريق الأخبار في القناة عن توّزع الأحزاب الإسلامية في مختلف الدول العربية، حيث تضمّن التقرير صورة لخريطة المغرب مبتورة، إذ ظهر التراب المغربي منفصلا عن صحرائه بشكل واضح. وأشارت رئيسة الشبكة الناشطة والصحافية اللبنانية رويدا مروّه، والتي كانت أول من كشفت هذا الخطأ الفادح، في تصريح لها باسم الشبكة إلى أنّ هذا الأمر مرفوض تماما من قناة لبنانية عريقة لها اسمها ومكانتها بين اللبنانيين والعرب على السوّاء، ولديها نسبة مشاهدة مرتفعة جدا مثل قناة "الجديد"، والتي قدّمت للبنان شهداء في مجال الصحافة دفاعا عن حرية الرأي والتعبير والقيم الانسانية والمهنية الإعلامية والوحدة الوطنية... وأضافت مروّه أن هذا البتر قد يمرّ مرور الكرام أمام أعين المشاهد اللبناني والعربي، لكنّه له أخطر الأثر على كرامة وعنفوان والوحدة الترابية لبلد عربي شقيق له امتداد دولي ومكانة تاريخية عريقة هو المملكة المغربية وشعبه، الذي لا ولن يقبل المسّ بترابه وخريطته رفضا لأيّ محاولات انفصالية تمسّ وحدة الشعب والأرض". وقالت مروّه إنّها ليست المرة الأولى التي يرتكب الإعلام العربي خطأ كبيرا بحق ملف الصحراء، فهو يتجاهل مناقشة النزاع على الصحراء من الناحية السياسية والأمنية والإنسانية من جهة، ويتجاهل منذ حوالي 37 عاما معاناة الآلاف من الصحراويين الذين يعيشون داخل مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، حيث تسيطر جبهة البوليساريو الانفصالية التي تطالب باستقلال الصحراء عن المغرب من جهة أخرى. وذكرّت الناشطة اللبنانية، التي تواكب ملف الصحراء منذ عدّة سنوات في منابر عربية وأممية وأوروبية، أنّها ليست المرة الأولى التي يتّم فيها استفزاز الشعب المغربي ببتر صحرائه عن خريطة بلده؛ فقد سبق أن حصل ذلك في حفل افتتاح الألعاب العربية بالعاصمة القطرية الدوحة قبل أشهر قليلة، ممّا سبّب احتجاجا مغربيا حينها بعد إظهار التراب المغربي منفصلا عن صحرائه أثناء تقديم الدول المشاركة في هذه التظاهرة، واحتجت الجماهير المغربية وقتها عبر مجموعة من المواقع الإلكترونية، ممّا استدعى اعتذارا رسميا قطريا جرّاء هذا الخطأ. وبدوره، أدان الناشط والكاتب اللبناني محمود فقيه، عضو الشبكة الدولية للنشطاء المدنيين لدعم مقترح الحكم الذاتي، هذا البتر "المستفّز" لخريطة بلد عربي شقيق من قبل قناة "الجديد"، معتبرا هذا الأمر "خطأ مهنيا فادحا" ارتكبته القناة قبل أن يكون خطأ انسانيا بحق شعب وأرض وتاريخ المغرب ووحدته.. واستغرب فقيه كيف أن الإعلام اللبناني والعربي لا يرى في المغرب سوى ذلك البلد الجميل بسياحته، ويحملون عشرات الصور النمطية الخاطئة التي تشوّه شعبه، ويجهلون أحد أهم قضاياه الاستراتيجية والأساسية سياسيا وأمنيا واقتصاديا، ألا وهي قضية الصحراء، معتبرا أن هذا الخطأ يجب أن يتم تداركه والاعتذار عنه بأسرع وقت ممكن".