تسلم يوم الخميس بالدار البيضاء "الشاب" محمد بودريقة رسميا مسؤولية رئاسة الرجاء في جمع عام غير عاد بكل المقاييس، ليكون بدلك سادس عشر "قائد" لسفينة الخضراء و اصغر رئيس في تاريخها . وكان من أبرز سمات هدا الجمع "التاريخي " هو الانسحاب المفاجئ ودفعة واحدة ، للمنافسين الثلاثة لمحمد بودريقة في رئاسة الرجاء ، ساعات قبل أشغال هذا الجمع، لينفرد محمد بودريقة بترشيحه "الوثر" الذي قاده الى تسلم مقاليد رئاسة الشياطين الخضر خلفا لسلفه حناط الدي بدا أكثر صمودا في الدفاع عن برامج تدبيره لفريق الرجاء البيضاوي ومراحل تسييرها،بإيجابياتها وسلبياتها صمود في وجه المساءلة والمحاسبة التي لاقاها من المنخرطين، وذلك بنفس "الوجه" الدي ظل عليه طوال الموسم الرياضي الأخير في مواجهة الوقفات و المسيرات الاحتجاجية التي دخلت في إطار ربيع الكرة الرجاوية الذي عانى منه حناط ومكتبه المسير تزامنا مع الربيع العربي الديمقراطي الدي عم البلدان العربية. وإذا كان الصمود درسا حقيقيا بمثابة أولى الوصايا التي قدمها عبد السلام حناط لخلفه محمد بودريقة للحفاظ على تركة الرجاء الغنية بالموارد والمكتسبات المثقلة بالمفارقات، الى جانب الزخم الكبير من التطلعات التي يعض عليها بالنواجذ المنخرطون و الجماهير الرجاوية المنتشرة في كل أنحاء المملكة كما في مختلف أرجاء المعمور، و لاينوون التفريط فيها ، ومنها الحصول على الألقاب و البطولات المحلية و الدولية وإعادة الفريق الى سكة الفُرجة مع تحقيق النتيجة الايجابية ، فإن الوصية الثانية التي سلمها حناط لبودريقة في هدا الجمع، تتجلى في ضرورة تشبيب الفريق و الاعتماد على فريق الأمل بكل عناصره التي أبلت البلاء في البطولة الوطنية ،طوال موسمين ،قبل اندماج عدد من هده الفئة في قسم الكبار خلال الموسم الحالي، هذا بالإضافة الى عدم التخلي عن المشروع التقني الكبير لإصلاح الفئات الصغرى والذي بادر إليه الفريق بقيادة اللاعب روسي، وهو المشروع الدي أعطى ثماره بإنجاب العناصر الشابة التي تم تطعيم الفريق بها في قسم الكبار خصوصا في الفترة التي تولى فيها بيرتراند مارشان الإشراف التقني على الفريق . و يكفي ذكرا، أن تركة الرجاء التي تسلمها بودريقة أول أمس تتضمن عجزا ماليا بنصف مليار، ناتج عن مداخيل بلغت بالكاد أربعة ملايير ونصف المليار سنتيم و مصاريف تعدت خمسة ملايير الى قرابة نصف المليار، كما تتضمن لائحة من 150 منخرط.. أما الوصية الثالثة لنجاح الرئيس الجديد في قيادة سفينة الرجاء، الكبيربأمجاده وشعبيته وقاعدته الجماهيرية ،فكانت واضحة من القيدوم حناط الى " الشاب بودريقة،وتتعلق بتغليب المنطق على العاطفة وهي إشارة الى حُسن الاختيار المتعلق بعضوية المكتب المسير الجديد لفريق الرجاء، و المتعلق بدرجة ثانية بالمنخرطين و بعموم المحيط " الدائر" بالرجاء تسييرا و تدريبا و تدبيرا ماليا وإداريا و تقنيا و لوجيستيا .