كشفت دراسة حديثة على أن الشباب المغربي يضع ثقته في الإعلام والقضاء المغربيين بنسبة كبيرة أكثر مما يضعها في الحكومة والبرلمان. وقالت الدراسة التي خرجت بها المندوبية السامية للتخطيط، الجمعة الأخير، حول واقع وتطلعات الشباب المغربي المتراوحة أعمارهم ما بين 18 سنة و 45سنة، إن نسبة ستين في المائة) 60 (%من الشباب المغربي الذي خضع للتحقيق المتعلق بالدراسة المذكورة يثقون في الصحافة الوطنية ونسبة ثمانية وخمسين في المائة (58%) منهم يثقون في القضاء المغربي، في حين لا تولي ثقتها إلى الحكومة إلا نسبة تسع وأربعين في المائة)49%( من الشباب المستجوبين، نفس الشيء فيما يخص المجتمع المدني الذي لا توليه هذه الفئة العمرية من المجتمع المغربي ثقتها إلا بنسبة تسع وأربعين في المائة (49%). أما البرلمان بالنسبة لترتيب فقدان الشباب المغربي ثقته في المؤسسات والسُلط المؤثرة فيأتي بعد الحكومة من حيث انعدام الثقة، إذ لا يعيره الثقة إلا سبعا وثلاثين في المائة(37 (% من الشباب المغربي حسب العينة التي وقع عليه التحقيق، وذلك في الوقت الذي تكاد الثقة تكون مفقودة من طرف الشباب المغربي تجاه الأحزاب السياسية والجماعات المحلية، إذ لا يثق في الأحزاب السياسية المغربية إلا أربعا وعشرين في المائة (24%) من الشباب، في الوقت الذي لا يضع ثقته في الجماعات المحلية إلا ستا وعشرين بالمائة (26%) من الشباب المغربي وفق الدراسة. وعلى الرغم من أن أحمد لحليمي، المندوب السامي للتخطيط أكد في عرضه للخطاطات الكبرى لنتائج التحقيق/ الدراسة المذكورة حول الشباب على أن ذات التحقيق جرى على خمسة آلاف شاب وشابة، تتراوح أعمارهم مابين 18و45 سنة، موزعين على ثلاث فئات عمرية، أولها فئة 18- 24 سنة، وثانيها فئة 25 – 34 سنة وثالثها فئة 35- 44 سنة، مشددا على أن فقدان الثقة في مؤسستي الحكومة والبرلمان من طرف الشباب يتعلق بالحكومات والبرلمانات السابقة والمتعاقبة، إلا أن فقدان هده الثقة للشباب المغربي في هدين المؤسستين بشكل عام يفيد بالجزم أنه يفقد الثقة، كتحصيل حاصل، في الحكومة الحالية التي يترأسها عبد الإله بنكيران كما يفقدها في البرلمان الحالي الذي يمثل "أغلبيته" النسبية حزب العدالة والتنمية، وهي الأغلبية التي منحت حزب بنكيران أحقية في تشكيل الحكومة بعد انتخابات 25 من نونبر الأخير. بلغة الأرقام أفادت الدراسة المذكورة، أن فقدان الشباب المغربي ثقته في المؤسسات، وفي مقدمتها الحكومة والبرلمان ثم الجماعات فالأحزاب كان مرتفعا في المدن أكثر من القرى، كما كان مرتفعا لدى الذكور أكثر من الإناث ولدى العاطلين وغير النشيطين أكثر من الشغيلة والنشيطين. من جانب آخر، وفيما يتعلق بالقيم الأخلاقية والمرجعيات الثقافية كشفت الدراسة المذكورة أن الشباب المغربي شباب مُواطن بنسبة عالية ومعتز بمغربيته إلى حد النخاع ومتشبث بهذين "المُقدسَين" إلى أقصى الدرجات، ذلك أن الدراسة أكدت أن قرابة تسعة وتسعين في المائة (98.5%) وهي أغلبية وإجماع - معتزون بمغربيتهم. أما فيما يتعلق بالأسرة أو العائلة كمرجع وثقافة، فالشباب المغربي متشبث بها بنسبة قرابة خمس وخمسين بالمائة (%54.6)، في حين إن نسبة الشباب الدين أبدوا التشبث بالدين كمرجع وقيمة مرجعية فتحددت في24.1 في المائة، في الوقت الذي تتشبث فيه نسبة 10.4% من الشباب المستجوبين وفق التحقيق/ الدراسة بضرورة الشغل كمرجع وقيمة أخلاقية، ونسبة 8.7 في المائة من هؤلاء الشباب تتشبث بتطوير البلاد وتنميتها كمرجع وقيمة أخلاقية.محمد عفري