أغلبية الشباب تثق المؤسسات الرسمية وأكثر من 87 في المائة يعارضون علاقات جنسية خارج الزواج بينت دراسة حديثة أن الهجرة أضحت الهاجس الأكبر لدى الشباب المغربي، حيث يفضل 29 في المائة منهم الاستقرار في الخارج، والأدهى من ذلك أن نسبة كبيرة من هؤلاء الشباب يضعون حلم مغادرة البلاد في صدارة قائمة أولوياتهم في السنوات المقبلة. وكشفت دراسة نشرت حديثا حول الشباب في العالم سنة 2011 أنجزتها مؤسسة التجديد السياسي بفرنسا أن نسبة الثقة في المؤسسات الوطنية لدى الشباب المغربي تصل إلى حوالي 58 في المائة، منهم 60 في المائة من الشباب لديهم الثقة الكاملة في الحكومة، بينما لا تتجاوز نسبة الذين يثقون في المؤسسة التشريعية 49 في المائة. غير أن ثقة الشباب المغربي في المؤسسات الدولية لا تتجاوز 48 في المائة حسب نفس الدراسة. نتائج الدراسة، التي أجريت في الفترة ما بين يونيو يوليوز من السنة الماضية وهمت أكثر من 32 ألف شاب في الفئة العمرية 16 إلى 29 سنة في القارات الخمس، أن واحد من كل أربع شبان مغاربة يحلمون بالهجرة إلى الخارج، ويضعونها في صدارة مشاريعهم في السنوات الخمسة عشر المقبلة. وتفسر الدراسة هذا الجنوح المضطرد نحو الهجرة لدى الشباب المغاربة إلى ما تسميه «انعدام تسامح المجتمع مع الشباب». إذ تسجل الدراسة أن حوالي نصف الشباب يرون أن المجتمع لا يتسامح مع أشخاص من أمثالهم. وتشير الدراسة التي أنجزت في حوالي 25 بلدا عبر العالم إلى أن أكثر من نصف الشباب في المغرب (حوالي 53 في المائة) يثقون كثيرا في وسائل الإعلام، رغم أن المغاربة يحتلون مراتب وسطى في هذا المجال بالمقارنة مع الدول التي شملتها الدراسة. وتبين نتائج الدراسة أن أغلبية الشباب يرون أن التصويت في الانتخابات واجب وطني، غير أن الانخراط في العمل السياسي لا يعني في رأي الشباب الانضمام إلى حزب معين. ويأتي الشباب المغربي في الصدارة حول هذه القضية بنسبة حوالي 42 في المائة، أمام أمثالهم في الهند 37 في المائة، وتركيا 27 في المائة، والبرازيل 26 في المائة، والمكسيك 25 في المائة. ومع ذلك تشير الدراسة إلى أن شباب هذه الدول الخمسة يعبرون عن إرادتهم في الانخراط السياسي بنسب أعلى لما عبر عنه أندادهم في الدول المتقدمة كاليابان 10 في المائة فقط، وفرنسا 12 في المائة، وأستراليا 13 في المائة، وألمانيا 14 في المائة، وكندا 15 في المائة. واحتل الشباب المغربي المرتبة الأولى من حيث نظرتهم إلى العمل الجمعوي مقابل العمل السياسي، حيث يؤكد 63 في المائة من الشباب المغاربة أنهم يفضلون العمل الجمعوي، بينما لا تتعدى هذه النسبة 60 في المائة في الهند و49 في المائة في المكسيك و47 في المائة في البرازيل. وعبر أكثر من 88 في المائة من الشباب بالمغرب عن ارتباطهم المتين بالأسرة كنواة للمجتمع، وعنوان هويته، نفس النسبة تقريبا 87 في المائة يعتبرون أنهم متشبثون أكثر بهويتهم الوطنية. ويعارض 85 في المائة من الشباب المغربي إقامة علاقات جنسية خارج الزواج، محتلا بذلك صدارة الترتيب من بين الدول التي شملتها الدراسة أمام كل من الهند (74 في المائة)، وجنوب أفريقيا (60 في المائة)، وتركيا (55 في المائة)، واليابان (52 في المائة)، والصين (45 في المائة)، والولايات المتحدةالأمريكية (40 في المائة). وتتذيل دول الاتحاد الأوربي القائمة بنسبة لا تتجاوز 20 في المائة. وجوابا على سؤال حول مدى الاستعداد لتكريس وقت أكثر لممارسة الشعائر الدينية، تكشف الدراسة أن 90 في المائة من الشباب المغربي موافقون على هذا الأمر، وحول مدى الثقة في المؤسسات الدينية يجيب زهاء 73 في المائة من الشباب المغاربة أن لديهم الثقة الكاملة في هذه المؤسسات. وإذا كانت نسبة كبيرة من شباب الدول الغنية يخشون شبح البطالة أكثر من خشيتهم من الإرهاب والتغيرات المناخية، علما أن 45 في المائة من المستجوبين لم يمارسوا قط عملا مستمرا، فإن حوالي 50 في المائة فقط هم الذين عبروا عن ارتياحهم من العمل الذي يمارسونه. بالمقابل فإن نظراءهم بالدول السائرة في طريق النمو، حسب الدراسة، مرتاحون بنسبة أكثر تصل إلى 64 في المائة في الهند مثلا، و58 في المائة بجنوب أفريقيا، أما في المغرب فإن نسبة الذين عبروا عن ارتياحهم في العمل تقارب 57 في المائة من الشباب. وفي نفس السياق يرى حوالي 27 في المائة من الشباب المغربي أن قيمة الراتب هي التي تحدد العنصر الحاسم في اختيار المهنة المراد مزاولتها، بينما يرى 33 في المائة أن ظروف العمل وطبيعة الزملاء هي التي تحدد ذلك، وعلى النقيض من ذلك يعبر 13 فقط أن أهمية العمل هي العنصر الحاسم في الاختيار.