كشف بحث أنجزه أحد المعاهد المتخصصة في الأبحاث والدراسات، أخيرا، شمل عينة من الشباب المغاربة، القاطنين في بلدان أوروبية، أو من أصل مغربي، أن 59 في المائة من المعنيين حصلوا من قبل على جنسية بلد الإقامة، بينما تقدم 23 في المائة منهم بطلب في الموضوع، و15 في المائة غير معنيين بهذا الشأن.وأفاد البحث، الذي أنجز بطلب من مجلس الجالية المغربية بالخارج، والوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج، أن 50 في المائة من الشباب الحاصلين على جنسية بلد الإقامة متشبثون جدا بجنسيتهم المغربية، وأن نسبة تصل إلى 83 في المائة، عبروا عن ارتياحهم تجاه ظروف العيش في البلد، الذي ازدادوا فيه. في هذا الإطار، عبرت نسبة كبيرة من الشباب، تصل إلى 94 في المائة، عن استمرار انتمائها إلى مغربيتها، فيما تشعر 82 في المائة من الشباب أنها مغربية في بلد الإقامة، ونسبة 28 في المائة يجب أن تنسى جذورها لقبول ظروف الإقامة. وترى نسبة 93 في المائة بأنها يتعين عليها التواصل بالعربية، على الأقل، ونصف العينة المستجوبة تتحدث وتقرأ وتكتب هذه اللغة، وتأتى لهم ذلك طريق دراسة اللغة المعنية في البلد الأوربي، إما في مسجد (31 في المائة)، أو في مدرسة، في إطار الدروس التي تسهر عليها الحكومة المغربية (25 في المائة)، أو في إطار جمعية (13 في المائة). وعبرت نسبة تصل على 53 في المائة، من شباب الجيل الثاني، عن رغبتها في ممارسة حق التصويت في الانتخابات، التي تجري في بلد الاستقبال، ومشاركتها في الحياة السياسية. وصرحت نسبة تصل إلى 97 في المائة، في المجموع، و99 في المائة بالنسبة إلى الشباب المزداد في البلد الأوروبي، بأنها تتواصل جيدا بلغة البلد، بل إن حوالي 100 في المائة من المعنيين يشددون على أن الإلمام الجيد بلغة بلد الإقامة، يعد أولوية. وتتنوع الحياة الاجتماعية من شاب إلى آخر، لكن نسبة تصل إلى 96 في المائة منهم، على اتصال دائم مع المغاربة القاطنين في بلدهم، أو من أصل مغربي، في حين عبرت نسبة 84 في المائة بأنها على اتصال، أيضا، مع الجاليات الأخرى. ومن المعطيات التي كشفت عنها الدراسة، أن ثلثي الشباب غير متزوجين، وهذه النسبة تعد أكثر وضوحا بالنسبة إلى الشباب المتراوحة أعمارهم بين 25 و35 سنة، علما أن أعمار العينة، التي شملها البحث، تتراوح بين 18 و34 سنة، وبلغ عدد المستجوبين 2610 فردا. ويتواصل الشباب مع عائلاتهم وذويهم، ومعارفهم في المغرب باستمرار، وتصل النسبة إلى 91 في المائة، خصوصا عبر الهاتف والإنترنت، في حين لا يتواصل منهم 63 في المائة إلا في بعض الأحيان. وتظل التحويلات وسيلة للتضامن بالنسبة إلى 43 في المائة، رغم صغر السن، وترتفع النسبة في أوساط الشباب الذين يتوفرون على منصب شغل (45 في المائة)، خصوصا أن 29 في المائة من الشباب يوجدون في طور الدراسة، و14 في المائة منهم عاطلون عن العمل، و10 في المائة ربات بيوت. وفي المجال الديني كشق البحث أن 36 في المائة من الشباب يذهبون إلى المسجد، أو مكان للصلاة، منهم نسبة 9 في المائة بشكل يومي، و27 في المائة مرة في الأسبوع، و15 في المائة، من حين إلى آخر. ويستفاد من البحث أن 54 في المائة من الشباب، الذي شملته الدراسة، يعيشون في بلدان الإقامة، منذ 10 سنوات فقط، في حين أن 80 في المائة منهم في تلك البلدان، منذ 20 سنة، على الأقل، وازداد 56 في المائة منهم في المغرب. يذكر أن البلدان الأوروبية، التي شملها البحث، المنجز عبر الهاتف، هي فرنسا، وبلجيكا، وهولندا، وألمانيا، وإسبانيا، وإيطاليا، وهي البلدان التي تعيش فيها الجالية المغربية بكثرة، إذ يعيش حوالي 800 ألف مغربي في فرنسا. ويشكل المغاربة الجالية الأولى في بلجيكا، والثانية في إسبانيا. وارتفع عدد المغاربة، الذين يعيشون في الخارج إلى حوالي 3.5 ملايين فرد، معظمهم في البلدان الأوروبية، بنسبة تفوق 60 في المائة.