لم تتمكن حركة 20 فبراير من جمع سوى 1500 مشارك على طول وعرض المغرب وذلك يوم أول أمس الأحد، وقد اشتغلت التنسيقيات لمدة شهر كامل عبر الاجتماعات والتهيؤ لهذا اليوم لكن من خلال 13 مسيرة و12 اعتصاما تبين أن حركة 20 فبراير لم يبق لها سوى أن تعيد النظر في مواقفها السابقة وتحدد أساليب عملها من داخل الإصلاحات التي جرت وتطرد المنتفعين من التظاهرات بالشارع والذين لا يرغبون في حدوث أي تحول في المغرب. لا ينكر أحد أن حركة 20 فبراير في أصلها هي حركة شباب تواق إلى التغيير لكن قبل أن يركب عليها كل صاحب مخطط وهدف من العدل والإحسان إلى النهج الديمقراطي مرورا بأطياف التيه اليساري والإسلامي، وعليها اليوم أن تدرك أن وقت الاحتجاج قد انتهى وذلك ليس نتيجة لمرور الزمن ولكن نتيجة الإصلاحات العميقة والجذرية التي عاشها المغرب منذ خطاب التاسع من مارس. وأصبح لزاما على حركة 20 فبراير أن تعي جيدا أن الشرط الجماهيري للخروج للشارع لم يعد متوفرا، حيث جمعت بالكاد بضعة أشخاص، ففي الرباط العاصمة وذات الأبعاد السياسية الرمزية لم تتمكن الحركة من تجميع أكثر من 200 شخص وتم استكمال هذا العدد بإشراك الأمازيغيين وحتى الأطفال ورفعوا شعارات من قبيل "ارحل يا مخزن، والشعب يريد رحيل ريضال وبنكيران طار ليه الفريخ". أما باقي المدن فكان الحجم دالا دلالات بالغة، ففي مدينة الدارالبيضاء التي تعتبر لحد الأحد الماضي معقل الحركة لم يتعد عدد المشاركين 90 شخصا وفي فاس 160 وفي طنجة 160 وفي مراكش 60 والناظور 40 وتطوان 30 والخميسات 20 وإيمزورن 20. وبهذه الأرقام البئيسة تكون حركة 20 فبراير قد انتهت رسميا ولن يخرج بعد اليوم إلا المعاندون الذين ألفوا الخروج في الوقفات الاحتجاجية بشكل احترافي يؤمن لهم حضورا دائما أو الذين يتاجرون بها ويستعملونها لقضاء مآرب شتى.