أفادت وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق بأنها شرعت٬ منذ شهر يناير الماضي٬ في تهيئة ساحة "باب المريسة" بمدينة سلا٬ التي تمتد على مساحة قدرها 9ر6 هكتار. وأوضحت الوكالة٬ في بلاغ لها اليوم الخميس٬ أنها بذلك أقدمت على رد الاعتبار لهذه المعلمة باعتبارها من الرموز التاريخية المهمة لمدينة سلا على الرغم من المخاطر التي طالتها منذ القرن 18٬ حيث تعرضت لاكتساح رمال الوادي٬ الشيء الذي كاد يطمس هويتها٬ وكذلك التشويه الذي مسها منذ سنة 1920 نتيجة الزحف الإسمنتي الذي لم تراع فيه أدنى خصوصياتها٬ بالإضافة إلى مختلف التأثيرات التي لحقتها جراء التلوث الناتج عن السير الطرقي بجنباتها وغياب ممرات بديلة. وأكدت الوكالة أنها حرصت على الأخذ بعين الاعتبار التوصيات والتوجيهات التي جاءت بها سنة 2003 اللجنة المكونة من مجموعة من الخبراء والباحثين والمهتمين بالتراث التاريخي وهيئات المجتمع المدني في إطار الميثاق الأولي لتهيئة ضفتي أبي رقراق٬ موضحة أن مكتب دراسات متخصص أكد أن عملية الإصلاح سوف لن يكون لها أدنى ضرر على هذه المعلمة التاريخية المتميزة. وأشارت الوكالة إلى أنها باشرت عملية الترميم بالارتكاز على المعايير المتعارف عليها في هذا المجال٬ وذلك على طول السور المحاذي للمدينة القديمة٬ حيث تم طلاء هذا السور بمادة خاصة تراعي الخصوصية التقنية والتاريخية مع الترميم اللازم وإرجاع الأحجار إلى مكانها باحترافية وتناسق يحافظان على المعطى التاريخي للسور وجميع أبواب المدينة القديمة بسلا٬ مؤكدة أنه٬ مراعاة منها لأهمية المجال الإيكولوجي٬ تم تخصيص مساحات هامة للفضاءات الخضراء٬ ما سيساهم في إدخال رونق طبيعي بمحاذاتها٬ ويحد في الوقت نفسه من التلوث الذي يمكن أن يطالها٬ كما تم إفراد ساحة باب فاس بمساحة 1130 مترا مربعا لاستقبال التظاهرات الثقافية والفنية. وأوضحت الوكالة٬ من جهة أخرى٬ أنه٬ بالتزامن مع هذه المشاريع٬ تمت برمجة إنشاء طريق ثنائي بعرض 5ر9 متر والذي من شأنه أن يخفف الضغط على الصيغة الحالية٬ كما سيساهم في تسهيل التنقل بين باب لمريسة وحي كاردونة سابقا ومحطة الطرواموي باب المريسة وجميع الأحياء الأخرى التي ستتم برمجتها وتهيئتها مستقبلا. وذكرت الوكالة بأن الواجهة المحاذية للوادي وموقع الميناء الترفيهي الحالي من السور تم إنشاؤه سنة 1260٬ وذلك لجعل المدينة على شكل قلعة تحميها من تطاولات قراصنة البحر. وتم تخصيصها بمجموعة من الكتابات الكوفية وشبكة من النقوش والنحوت الفريدة٬ كما عمل السلطان أبو يوسف يعقوب على بناء برجين مربعين محاذيين لمدينة سنة 1260 يبرزان مدى التطور العمراني خلال تلك الحقبة من التاريخ. كما تعبر هذه المنشأة من أقدم المآثر المرينية بالمملكة. وقد تم ربط هذه المعلمة بالوادي وبالملاح الجديد عبر قناة بناها السلطان مولاي سليمان في بداية القرن 19.