تم اليوم السبت حفر آخر مقطع تحت أرضي لنفق الأوداية المتواجد تحت جزء من قصبة الأوداية التاريخية، والذي يدخل في إطار مخطط تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق. وأوضح مدير مشروع نفق الأوداية السيد محمد بنحميش، في تصريح للصحافة، أنه، بحفر آخر مقطع تحت أرضي للنفق، يكون مشروع نفق الأوداية ومسالك الولوج قد خطا خطوة مهمة وتخطى عقبة جد حساسة في المشروع والتي كانت قد اتخذت من أجلها عدة تدابير تقنية ضرورية تم الإعداد لها عبر إنجاز تجارب ودراسات جد معمقة من طرف أخصائيين وخبراء دوليين ووطنيين تم إشراكهم في المشروع. وأضاف أن حفر المقطع الأخير للنفق يمهد الطريق لنهاية الأشغال بهذا المشروع الذي من المنتظر أن يتم الشروع في استغلاله متم السنة الجارية. وبخصوص ما تم إنجازه لغاية اليوم، أشار مدير المشروع إلى أن جميع الأشغال توجد في مرحلتها النهائية من حيث إنجاز أشغال الأنبوبين المكونين للنفق وجميع المقاطع المفتوحة والمغلقة المتواجدة من جهة المحيط، وكذلك جميع الشبكات هي في طور الإنجاز. وأوضح أن عملية حفر النفق تمت دون وقوع تصدعات أو انهيارات بالنسبة للمآثر التاريخية المحاذية للمشروع. من جهته، أكد المدير العام لوكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق السيد حكيم المغاري الصقل، أن حفر هذا المقطع سيمكن من الالتقاء بين الواجهة النهرية والبحرية، مشيرا إلى أن إنجاز هذا المشروع، خصوصا بناء الجدران، تطلب اعتماد تقنيات خاصة من أجل حماية المآثر التاريخية من الانهيار لا سيما وأن النفق يمر تحت جزء من هذه المآثر وبمحاذاتها. وأضاف أن وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق قامت بمجهود كبير من خلال إنجاز دراسات لحماية القصبة وأسوارها والمدينة العتيقة من وقوع أي تصدع. وأشار إلى أنه مع متم السنة الجارية سيتم الانتهاء من أشغال مشروع نفق الأوداية ليكون صالحا للاستغلال، ويربط النهر بالمحيط، ويسمح لمدينة الرباط أن يكون لها مدارا مهما، خاصة من جهة النهر والمحيط الأطلسي. وأبرز أن كل ما تقوم به الوكالة يدخل في إطار تسهيل حركة النقل من خلال مشاريع قنطرة مولاي الحسن الجديدة ونفق الأوداية وإعادة الملاحة للوادي فضلا عن مشروع الترامواي الذي ستكون انطلاقته في نهاية السنة الجارية. من جانبه، أكد الأركيولوجي السيد محمد السمار أن الغاية من بناء هذا النفق هي حماية المآثر التاريخية والواجهة النهرية للمدينة العتيقة من جميع السلبيات المتمثلة في التلوث الناجم عن انبعاث الغازات من السيارات، مضيفا أن هذا النفق سيساعد على الحفاظ على الموقع التاريخي، وسيعطيه قيمة سياحية أكبر، فضلا عن جعل حركة السير أكثر سيولة. يشار إلى أن مشروع نفق الأوداية، الذي انطلقت الأشغال به في أبريل 2007، يمتد على طول 1022 متر، وتقدر تكلفة بنائه وتجهيزه بنحو 491 مليون درهم.