يجمع المهتمون والمحللون، على أن الهاتف المحمول أصبح ضرورة حياتية بعدما كان قبل عشرين سنة من الكماليات، وتفوق استهلاك الهاتف المحمول، على استهلاك الخبز وباقي المواد الأساسية، لدرجة أن المغاربة أصبحوا مرتبطين عاطفيا بالهاتف المحمول، وتشير الدراسات إلى أن عدد مستعملي الهاتف المحمول في ارتفاع مستمر، بل إنهم تجاوزا عدد سكان المغرب، مما يعني أن عددا من المغاربة يتوفرون على أكثر من خط واحد، وهو ما يؤكد على أهمية التواصل بهذه الوسيلة التي تحولت إلى جزء من حياة الفرد، وقد بادرت شركات الاتصال وبناء على قوانين جديدة إلى حذف الأرقام غير المعروف أصحابها، في محاولة للحد من عشوائية السوق، وتحديد هويات مستعملي الهاتف النقال. ساعة من المكالمات شهريا كشفت دراسة أخيرة، أن متوسط مدة المكالمات عبر الهاتف المحمول بلغت في المغرب مع متم سنة 2011الى 57 دقيقة شهرية لكل زبون أي ما يعادل (1.9 دقيقة يوميا) مقابل 41 دقيقة نهاية سنة 2010، مسجلا نموا بنسبة 39 في المائة، بالمقابل سجل متوسط الاستعمال الصادر لكل زبون بالنسبة إلى الهاتف الثابت انخفاضا بنسبة 7 في المائة، خلال سنة 2011، إذ انتقل من 136 دقيقة في الشهر، سنة 2010، إلى 126 دقيقة. وأكدت الدراسة التي أشرفت عليها الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، أن معدل ما يصرفه المغربي على الهاتف الثابت يصل إلى 225 درهما شهريا، وهو يفوق خمس مرات ما يستهلكه المغربي شهريا من الزيت، وعشر مرات استهلاكه من الشاي والسكر. وأضافت الوكالة، أن هذا النمو يرافق تطورا مهما في حجم الرواج الصادر بالنسبة إلى الهاتف المحمول، الذي سجل نسبة ارتفاع تعادل 65,6 في المائة، خلال هذه السنة، ما يؤكد ارتفاع مستوى الاستهلاك بفعل انخفاض أسعار المكالمات والتنافسية التي أشعلتها وجود ثلاث شركات للاتصالات تقتسم السوق فيما بينها ولو بشكل متفاوت. من جهة أخرى، صنف المغرب في المرتبة 90 في مؤشر تطور التكنولوجيا الحديثة من بين 152 دولة خلال سنة 2010، وتقدم حوالي 10 درجات مقارنة مع السنة التي قبلها، إلا أن الإمارات العربية وقطر والبحرين والعربية السعودية وعمان والأردن ولبنان وتونس سجلت مؤشرات أفضل من المغرب. عدد الهواتف يفوق عدد سكان المغرب بلغت حظيرة الهاتف المحمول مع نهاية سنة 2011، 36,5 مليون مشترك، أي بزائد 4 ملايين هاتف بالنسبة لعدد سكان المغرب، وكان عدد المشتركين في سنة 2010، لا يتعدى 31,9 ملايين، وسجل الهاتف المحمول نموا سنويا يقدر بحوالي 14,29 في المائة، ليرتفع بمعدل النفاذ يصل إلى 113,7 في المائة مقابل 101,49 في المائة المسجلة عند نهاية 2010. وأوضحت كثير من الدراسات، أن سوق الهاتف المحمول في المغرب نشطت بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة، حيث بات المعدل هو 1,2 هاتف محمول لكل مغربي، مضيفة، أن بعض المشتركين يتوفرون على أكثر من هاتف واحد، وباشتراكات مختلفة، وهو الأمر الذي عزز القدرة التنافسية لهذا القطاع، الذي يعرف تسريعا في وتيرة رواجه، وأضافت الدراسة، أن هناك تحسنا في نوعية الهواتف التي يتم تداولها، وجودتها، بالإضافة إلى دخول أجيال متطورة من الهاتف المحمول التي تتوفر على شبكة الإنترنيت، وهو ما جعل المغرب يحتل مكانة متميزة على مستوى العالمين العربي والإفريقي. تطور رقم معاملات شركات الاتصال حققت شركة اتصالات المغرب، خلال النصف الأول من السنة الماضية رقم معاملات مدعم بلغ 15.5 مليار درهم، وتجاوز عدد زبناء اتصالات المغرب حاجز 24 مليون زبون، بعدما كان يصل إلى 23.6 مليون سنة 2010، مسجلة الارتفاع المتواصل لعدد زبناء الهواتف المحمولة بالمغرب (زائد 11.3 في المائة) وخاصة بالفروع الموجودة بإفريقيا حيث يناهز عدد زبناء اتصالات المغرب 5.6 مليون زبون أي بارتفاع فاقت نسبته 76 في المائة. أما الفاعل الثاني في قطاع اتصالات فقد سجل، خلال النصف الأول من السنة الماضية 2.844 مليار درهم مقابل 2.760 مليار درهم خلال الفترة نفسها من سنة 2010 (زائد 3.1 بالمائة)، وبلغت قاعدة الشركة من الزبناء 11.3 مليون زبون في نهاية يونيو 2011، أما الفاعل الثالث، فقد تمكن من بلوغ 5 ملايين مستعمل، لتقفز حصته في سوق الهاتف المحمول إلى 13.45 في المائة. تراجع ملحوظ في أسعار المكاملات أجمعت أغلب التقارير الرمسية أن أسعار الاتصالات واصلت منحاها التنازلي خلال سنة 2011، وبداية سنة 2012، إذ سجل العائد المتوسط للدقيقة لخدمات الهاتف المحمول تخفيضا سنويا بنسبة 34 في المائة، وانتقل السعر من 1,12 درهم (دون احتساب الرسوم)، للدقيقة إلى 0,74 درهم (دون احتساب الرسوم) للدقيقة، كما عرف العائد المتوسط للدقيقة بالنسبة إلى الهاتف الثابت انخفاضا بنسبة 6 في المائة، منتقلا بذلك من 1,01 درهم (دون احتساب الرسوم) للدقيقة، سنة 2010، إلى 0,95 درهم (دون احتساب الرسوم) للدقيقة مع نهاية 2011. وشهدت أسعار خدمة الإنترنيت، أيضا، انخفاضا سنويا، إذ شهد متوسط الفاتورة الشهرية لكل زبون بشبكة الإنترنيت انخفاضا يقدر بنسبة 34 في المائة، أي 53 درهما (دون احتساب الرسوم)، عند نهاية دجنبر 2011، مقابل 80 درهما (دون احتساب الرسوم) في 2010. أما أسعار خدمات الإنترنيت من الجيل الثالث، يضيف المصدر، فشهدت انخفاضا سنويا، إذ تراجع مبلغ متوسط الفاتورة الشهرية لكل زبون إلى 37 درهما (دون احتساب الرسوم)، عند نهاية دجنبر 2011، مقابل 55 درهما (دون احتساب الرسوم) في 2010. أي ما يمثل انخفاضا يقدر بنسبة 33 في المائة. وبالنسبة إلى الإنترنيت أ دي إس إل، فقد انتقل مبلغ متوسط الفاتورة الشهرية لكل زبون من 139 درهما (دون احتساب الرسوم)، سنة 2010، إلى 116 درهما (دون احتساب الرسوم)، سنة 2011، مسجلا انخفاضا يقدر ب 17 في المائة. ومع ذلك لازالت أسعار الاتصالات مرتفعة في المغرب، حيث احتل المغرب الرتبة 117 عالميا من بين 165 دولة من حيث ارتفاع أسعار المكالمات بعد كل من اليمن وإثيوبيا، كما احتل المرتبة الثالة عربيا، حسب ما جاء في تقرير للاتحاد العالمي للاتصالات يحمل عنوان "قياس مجتمع المعلومات 2011". وتعد الإمارات العربية المتحدة الدولة الأرخص من حيث المكالمات من بين الدول العربية، متبوعة بالبحرين والسعودية وعمان وتونس وقطر والجزائر ولبنان ومصر والأردن. الهاتف وسيلة دولية للاتصال سيفوق عدد أجهزة الهاتف المحمول عدد البشر هذا العام، وذلك وفقا لتقرير أخير لتداول البيانات على الشبكة العالمية صدرعن شركة سيسكو العملاقة المتخصصة في مجال الشبكات الإلكترونية. وتتوقع الشركة، أنه بحلول عام 2016 سيكون هناك 10 مليارات هاتف محمول متصل بالإنترنت في العالم. وفي ذلك التاريخ، ستقوم شبكات الإنترنت باستيعاب نحو (130 إكسابايت) من البيانات كل عام، وهو ما يعادل سعة 33 مليار أسطوانة DVD . وقد بلغ حجم البيانات التي تم تداولها عبر أجهزة الهاتف المحمول في 2011 ثمانية أضعاف حجم بيانات الإنترنت العالمي عام 2000، وفقا لما جاء في تقرير شركة سيسكو. نادي الميغا بايتومن المتوقع أن يحدث الاستهلاك المتزايد للبيانات مزيدا من المشكلات لشركات تشغيل الهواتف المحمولة التي تبذل جهدا كبيرا لمواكبة الطلب الزائد على الخدمات. وفي المتوسط، يستخدم "الهاتف الذكي" حاليا نحو 150 ميغابايت من البيانات شهريا، لكن من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 2.6 غيغابايت قبل عام 2016، وفقا للتقرير. وقال سوراج شيتي، نائب رئيس قسم المنتجات والحلول بشركة سيسكو : "قبل عام 2016، سينضم 60 في المئة من مستخدمي الهاتف المحمول، أي نحو 3 مليار شخص على مستوى العالم- إلى نادي الغيغا بايت، وكل واحد من هؤلاء سينتج أكثر من غيغا بايت من حركة البيانات عبر الهاتف شهريا." وأكد التقرير، أن هناك العديد من العوامل التي تدفع نحو استهلاك أكبر للبيانات حيث أصبح الناس يستخدمون أجهزة الكمبيوتر اللوحي التي يمكن عن طريقها استخدام الإنترنت بصورة أسهل وأسرع من الهواتف الذكية. وتقول شركة سيسكو، إن استخدام أجهزة الكمبيوتر اللوحية زاد بشدة عام 2011 وتضاعف ثلاث مرات ليصل إلى 34 مليون جهاز، ينتج كل منها ثلاثة أضعاف حركة تداول المعلومات عبر الإنترنت من خلال الهواتف الذكية. وتوقعت الشركة، أنه قبل حلول العام 2016 ستسهم أجهزة الكمبيوتر اللوحي بأكثر من 10 في المئة من الحجم العالمي لحركة استخدام الإنترنت عبر الهواتف. الفيديو المباشر وقال التقرير، إن من بين العوامل الأخرى، ظهور شبكات المحمول الأسرع من الشبكات السابقة. حيث أصبحت سعة 4 غيغا متاحة الآن فقط لنحو 0.2 في المئة من شبكات الهواتف، وهي مسؤولة عن انتاج نحو 6 في المئة من البيانات المنقولة عبر الهواتف. ووجد أيضا، أن استخدام البيانات من قبل الهواتف التي تعمل من خلال شبكات سعتها 4 غيغا بايت تولد نحو 28 في المئة أكثر من الشبكات التي لا تستخدم هذه السعة. ومن المعروف أن جهاز آي فون الذي تنتجه شركة أبل يستخدم سعة شبكية أكثر من الأجهزة الأخرى، ولكن التقرير أشار إلى أن الأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد الأن تستهلك السعة نفسها، إن لم يكن أكثر، وذلك مقارنة بأجهزة الآي فون في أمريكا وأوروبا الغربية. ويقول سيب لاهتينين من موقع أخبار الشبكات "ثينك برودباند" إنه غير مندهش من نتائج هذا التقرير. وأوضح أنه يتم استخدام الهواتف الذكية في القطارات "ولكننا لا نزال نعاني عدم الحصول على إشارة جيدة للشبكات." وأضاف : " ومع زيادة كل من السرعات والجودة، سيبدأ المزيد من المسخدمين في مشاهدة مقاطع الفيديو المباشر على الهواتف الذي من المتوقع أن يؤدي إلى انفجار في حجم حركة البيانات عبر الهواتف."
