من يقرأ افتتاحية يومية التجديد ليوم أمس سيقف أمام وجه قبيح في المنظومة الفكرية لحزب العدالة والتنمية الذي ينهل من أفكار حركة التوحيد والإصلاح، والجريدة وبعدما دبجت مقالها الرئيسي بطرح سؤال حول موقع الدين في برامج الأحزاب السياسية خصوصا أحزاب العدالة والتنمية والإستقلال وتحالف الثمانية والكتلة، عادت في افتتاحيتها، لتضرب الأحزاب مجتمعة، وكأن لا حق لها في طرح المسألأة الدينية في برامجها الإنتخابية، على اعتبار أن هذا الإمتياز هو حكر لحزب العدالة والتنمية يلعب به خلال الحملات الإنتخابية، لدرجة أن دعاة التوحيد والإصلاح لا يتورعون في استغلال المساجد للدعوة لمرشحي حزب العدالة والتنمية، وكأن من صوت ضدهم سيدخل النار وسيصلى سعيرا. جريدة التجيد ذهبت إلى حد اعتبتار مراهنة باقي الأحزاب على تلمرجعية الدينية مفاجأة، بل وأنها تدخل في سياق الحملات الإنتخابية، ونوعا من الخوف من السقوط في الإنتخابات، وكأننا أمام أحزاب كافرة لا تؤمن بالدين، مع أن كل الأحزاب تؤكد التشبث بالهوية الإسلامية التي تعتبر أساس الحضارة المغربية الممتدة منذ 14 قرنا. لكنه حزب العدالة والتنمية الذي تعود على استعمال ورقة الدين في مواجهة خصومه، مع أن الحزب نفسه لا يتاورع في ضرب التعاليم الإسلامية كلما تعلق الأمر بالإنتخابات، وإلا كيف يفسر لمنا قبوله بعدد من المرشحين الذين لا علاقة لهم بمثل هذه السجالات حول المرجعية الإسلامية. أم أننا ندخل في سياق حلال علينا حرام عليهم