أثار بقاء زياد عبد الإله المتهم بكونه مُحرّض عمر اسماعيلي مصطفاوي أحد انتحاريي مسرح باتاكلان الفرنسي في 13 نونبر الأخير و العقل المفترض للعملية الإرهابية التي هزّت فندق أطلس آسني بمراكش في غشت 1994، (أثار) زوبعة قضائية و إعلامية كبيرة حول الأسباب وراء استمرار هذا الإمام ذي السوابق القضائية بفرنسا على الرغم من الحكم عليه بمغادرة التراب الفرنسي و منعه من الوجود عليه في أعقاب إدانته في 1997 بتهمة التطرف و الإرهاب. وتساءل محاميان فرنسيان دافعا من هيئة دفاع منفذين اثنين لعملية أطلس آسني بمراكش في 1994 عن الضبابية والأسرار التي تكتنف بقاء المغربي زياد عبد الإله على التراب الفرنسي على الرغم من سوابقه الخطيرة و التي تتمثل في ضلوعه في الإرهاب بشكل مباشر ، خصوصا بعد الحكم عليه في 1997بثمانية سنوات سجنا نافذا مع عشرة سنوات من التهجير خارج التراب الفرنسي غير أنه عانق حريته في 2001، أي بعد خمس سنوات فقط من سجنه و قبل انقضاء المدة المحكوم بها عليه ليمارس حياته العادية على التراب الفرنسي . المحاميان فرانسيس تركيم و ماري بول بولي المدافعان ،على التوالي ،على كل من حمادي رضوان وستيفان أيت إيدر المحكومين بالإعدام بسبب تورطهما في عملية اطلس اسني رفعا رسالة إلى جان جاك إيرفوس رئيس لجنة القوانين للجمعية الوطنية الفرنسية ( البرلمان) و إلى ميشيل ميرسيي رئيس لجنة القوانين بمجلس الشيوخ الفرنسي ( السينا) لتنويرهما و تنوير الرأي العام الفرنسي و الدولي حول الأسباب الكامنة و راء بقاء زياد عبد الإله بفرنسا على الرغم من الحكم عليه بالمنع من المكوت على التراب الفرنسي. وبينما تتساءل العديد من الجهات إن كان اسماعيل مصطفاوي أحد انتحاريي "باتكلان" استلهم أفكاره الجهادية من هذا الإمام الذي خطط لاعتداءات مراكش،تم التاكيد عن العلاقة التي تربط أحد انتحاريي مسرح "باتكلان" و استلهام أفكاره التطرفية والجهادية من زياد عبد الإله الإسلامي المغربي الذي أدين في 1997 من قبل القضاء الفرنسي بتهمة التحضير لعمليات إرهابية في مدينة مراكش، ليعيش متخفيا منذ عامين تحت اسم آخر بمقاطعة تروا(شرق فرنسا) حيث يعمل كإمام في أحد مساجدها، كما تم التأكيد على أن إسماعيل مصطفاوي كان مقربا جدا من عبد الإله زياد الذي صار يسمى عبد الكريم زياد. فهذا الإمام الخمسيني (57عاما) يعمل منذ عامين، كخطيب بمسجد "باتريفوا" التابعة لمقاطعة تروا (شرق فرنسا) حسب ما كشف عنه تحقيق للقناة الفرنسية الثانية و أكدته الزميلة لوفيغارو خلال تتبع لأثره، على الرغم من نفى زياد لصحفي القناة أنه كان مقربا من عمر إسماعيل مصطفاوي، مكتفيا بالقول "كنت أعرفه، مثلما أعرف المصلين الذين يأتون للصلاة هنا".غير أن مصدر إعلامي آخركشف غداة اعتداءات باريس، أن عمراسماعيل مصطفاوي التقى عبد الإله زياد عندما كان إماما لمسجد النصرة بمقاطعة شارتر. ولزياد عبد الإله سوابق عدلية في مجال التطرف والإرهاب بفرنسا، حيث حكمت عليه المحكمة الجنائية بباريس بالسجن 8 سنوات، عام 1997 بتهمة التدبير لاعتداءات إرهابية بمراكش سنة1994، عندما كان أميرا لحركة الشباب الإسلامي المغربي، وهي حركة معارضة للنظام المغربي آنذاك. وعام 2001 منع من دخول فرنسا لمدة عشر سنوات، إلا أنه لم يغادر الأراضي الفرنسية، وفق صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، مستخدما هوية مزورة. وفي عام 2010 عاود عبد الإله الظهور، عندما استدعي للتحقيق بتهمة التواطؤ والتستر على سرقة أسلحة من قبل عصابة منظمة لها علاقة بمنظمة إرهابية. وقد اشتبه القاضي المكلف بالقضية في كون زياد كان يأمر المجندين للقيام بعمليات سطو في باريس وضواحيها في النصف الأول من عام 1990. وقد كان هدف هذه الهجمات المنظمة تمويل الأعمال الجهادية. وفي إطار هذا التحقيق الذي لازال جاريا أطلق سراح زياد تحت إشراف قضائي، ولم يوضع تحت الإقامة الجبرية بعد هجمات نوفمبر ، وفق ما قال محاميه فانسون كورسال لابروس. وأضاف كورسال لابروس، أن عبد الإله زياد ينفي كليا، أنه كان محرضا لمصطفاوي "يمكن أن يكون قد التقى به عندما كان إماما لمسجد شارتر، لكنه في أي حال من الأحوال، لم يكن زعيما له" كما تابع المحامي قائلا "لقد تغيرت قناعاته منذ ذلك الوقت"، "زياد من الإسلاميين الذين عارضوا نظام الحسن الثاني" ملك المغرب الذي توفي عام 1999 "وكان عمله مقتصرا على النضال السياسي ضد ملك المغرب وقتها، وليس له منهج جهادي عالمي.