شنت فرنسا التي تخوض "حربا "وفقا لحكومتها ليل الاحد الاثنين عملية واسعة للشرطة في الاوساط الاسلامية كما قصفت معقل تنظيم الدولة الاسلامية ردا على اسوا الاعتداءات في تاريخها. والتزمت فرنسا ظهر اليوم (11,00 تغ) دقيقة صمت حدادا وايضا اوروبا، عل ارواح 129 شخصا قتلوا واكثر من 350 اصيبوا في الاعتداءات التي استهدفت ملعبا، ومسرحا ومقاه في باريس. وقد تعرف المحققون على خمسة من الانتحاريين السبعة الذين ارتكبوا الاعتداءات التي اعلن التنظيم المتطرف مسؤوليته عنها وهم اربعة فرنسيين، اقام اثنان منهما على الاقل في سوريا. والاخير تم تسجيله في اليونان الشهر الماضي بجواز سفر سوري. وقوات الامن التي تتابع علاقات المهاجمين في بلجيكا تبحث عن "شخص خطير" اسمه صلاح عبد السلام، وهو فرنسي يشتبه بضلوعه في اعتداءات الجمعة في باريس مع اشقائه. وحذر رئيس الوزراء مانويل فالس من ان "الحرب ستكون طويلة وصعبة"، وكذلك من هجمات جديدة "في الايام او الاسابيع المقبلة". وقال "نعرف ان هناك عمليات يجري التحضير لها ليس ضد فرنسا فقط انما ضد دول اوروبية اخرى ايضا". وتدراكا لهذه المخاطر، شنت الشرطة 150 عملية دهم في الاوساط الاسلامية في مجمل ارجاء البلاد. واعلن وزير الداخلية برنار كازنوف ان السلطات اوقفت 23 شخصا وضبطت 31 سلاحا خلال مداهمات على نطاق واسع ليل الاحد الاثنين في اطار حال الطوارئ المعلنة اثر اعتداءات باريس. واضاف انه تم في ال48 ساعة الاخيرة "فرض الاقامة الجبرية على اشخاص تراقبهم اجهزتنا بشكل خاص". كما استهدفت طائرت فرنسية ليل الاحد الرقة معقل التنظيم المتطرف بعشرين صاروخا. وقد دمرت الغارات التي تندرج الغارت ضمن حملة بدات اواخر سبتمبر مستودعات اسلحة. وبعد الذهول الذي سيطر على البلاد في نهاية الاسبوع ازاء هول الاعتداءات يحاول الفرنسيون الاثنين استعادة مجرى حياتهم التي باتت تخضع لتدابير امنية مشددة. وقال ماريون (38 عاما) "اصبت بذهول اكثر مما حدث في "اعتداءات يناير التي اوقعت 17 قتيلا. واضاف "نحن مرغمون على العيش مجددا". من جهته، قال ديفيد بوي (52 عاما) "يجب عدم ترك انطباع باننا نخاف. يجب الدفاع عن النموذج الفرنسي، اي الحرية". وفي المنطقة الباريسية عاودت المدارس فتح ابوابها صباح الاثنين بعدما اغلقت السبت، قبل ان تفتح المتاحف والمسارح وغيرها من المؤسسات الثقافية من جديد. ورغم حال الطوارئ الذي اعلن مساء الجمعة اكد وزير الداخلية برنار كازنوف الاحد انه "يجب ان نواصل حياتنا". وكان فرنسوا هولاند توعد السبت بان فرنسا "لن ترحم" سواء داخليا او خارجيا واصفا الاعتداءات بانها "عمل حربي" ارتكبه "الجيش الارهابي داعش". – اعتداءات "دبرت في الخارج" – وبعد التعرف على عمر اسماعيل مصطفاوي المولود في كوركورون في مقاطعة ايسون جنوبباريس وكان يصلي في مسجد بضاحية شارتر على انه احد منفذي الهجوم على مسرح باتاكلان، حدد القضاء الفرنسي الاحد هوية اثنين اخرين من الانتحاريين وهما فرنسيان مقيمان في بلجيكا. واحدهما بلال حدفي (30 عاما) من الانتحاريين الثلاثة الذين فجروا انفسهم في ملعب ستاد دو فرانس. اما الثاني ابراهيم عبد السلام (31 عاما) ففجر نفسه على جادة فولتير دون ان يوقع ضحايا. وافادت مصادر قضائية في بروكسل الاثنين ان السلطات افرجت عن خمسة مشتبه بهم من اصل سبعة اوقفوا في اطار التحقيق حول اعتداءات باريس بينهم محمد عبد السلام شقيق احد الانتحاريين. واعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية لفرانس برس "لقد تم الافراج عن خمسة اشخاص" و"لا يزال اثنان قيد التوقيف الاحترازي" بينما اوضحت محامية عبد السلام ان موكلها "اطلق سراحه دون ان توجه اليه اي تهمة". وتبحث اجهزة مكافحة الارهاب عن شقيقه الثاني صلاح الذي لا يعرف ما اذا كان احد الانتحاريين او انه لا يزال فارا، بحسب مصادر مطلعة على التحقيقات. واصدر القضاء البلجيكي مذكرة توقيف دولية بحق هذا "الشخص الخطير" بعدما كشف التحقيق انه استاجر سيارة بولو سوداء مسجلة في بلجيكا عثر عليها مركونة امام مسرح باتاكلان حيث اوقع الهجوم ما لا يقل عن 89 قتيلا. اما ابراهيم عبد السلام فاستاجر سيارة سيات سوداء مسجلة ايضا في بلجيكا وعير عليها في مونتروي في ضاحية باريس القريبة وفيها ثلاثة بنادق كلاشنيكوف و11 مخزن فارغ وخمسة مخازن ملقمة. وباتت صلات الانتحاريين ببلجيكا واضحة وقال كازنوف الاحد بعد لقاء مع وزير الدفاع البلحيكي جان جامبون ان "الاعتداءات الشنيعة التي حصلت الجمعة اعدت في الخارج وشارك في تنفيذها فريق من العناصر المقيمين على الاراضي البلجيكية وقد يكونوا حصلوا على مساعدة، والتحقيق سيظهر ذلك، من شركاء في فرنسا". وتم توقيف سبعة اشخاص في بلجيكا حيث يتركز التحقيق على بلدة مولنبيك في منطقة بروكسل والتي تعتبر مركزا للجهاديين في اوروبا. – اهتزاز الوحدة الوطنية – كذلك يسعى المحققون لتوضيح الروابط بين منفذي الهجمات وسوريا. ومن المرجح ان يكون مصطفاوي الذي اقام في سوريا بين 2013 و2014 وكان معروفا لدى المديرية العامة للامن الداخلي التي ادرجته عام 2010 في سجل "امن الدولة" (السجل إس). كما زار حدفي ايضا سوريا بحسب مصدر مطلع على التحقيق، ويطرح السؤال نفسه حول مهاجمين اخرين تم التعرف عليهم او في طور ذلك. على الصعيد السياسي، وبعدما تشاور مع قادة مختلف التشكيلات والاحزاب السياسية الاحد، يلقي فرنسوا هولاند كلمة اليوم امام النواب ال577 واعضاء مجلس الشيوخ ال348 المجتمعين في فرساي ليؤكد تصميمه في مواجهة الخطر الارهابي و"لم شمل الامة". لكن هذا الاجتماع سيتخذ بعدا سياسيا. فطلب الجمهوريون (معارضة يمينية) ان تتمكن الكتل النيابية من ابداء رايها في هذه المناسبة وقد تم الاتفاق على ذلك وبالتالي فسوف تمنح عشر دقائق لكل من الكتل بعدما ينهي هولاند كلمته ويغادر الاجتماع. وبعد عشرة اشهر على الاجماع السياسي الذي تلى اعتداءات كانون الثاني/يناير خرجت بعض الشخصيات السياسية عن الاجماع هذه المرة وفي طليعتها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وطالب رئيس حزب الجمهوريين بصورة خاصة بادخال "تعديلات جذرية على سياستنا الامنية" ومنها وضع سوار الكتروني لكل الاشخاص المصنفين متطرفين ووضعهم قيد الاقامة الجبرية وتبني "سياسة هجرة جديدة" على المستوى الاوروبي. واكد ساركوزي انه يريد تحقيق "الوحدة الوطنية والتضامن الوطني من اجل أمن افضل وليس فقط لاطلاق خطابات".