كشف وزير الداخلية الفرنسي، بيرنار كازنوف، أن السلطات الأمنية شنت مداهمات واسعة ليلة الأحد الاثنين في إطار حالة الطوارئ التي أعلن عنها الرئيس فرانسوا هولاند، على إثر الهجمات الإرهابية التي طالت باريس، معلنا عن اعتقال 23 شخصا وضبط 31 قطعة سلاح. وأفادت قناة "BFM TV"، اليوم الاثنين، أن الشرطة نفذت سلسلة من العمليات الأمنية في "بوبيني" بالضاحية الشمالية الشرقية لباريس، وفي بلدة "جومون"، وفي مدينتي "تولوز" و"غرونوبل"، كما ضبطت كمية كبيرة من الأسلحة، في عملية نفذتها في حي بغرونوبل كان يقيم فيه "محمد ميراح"، أحد إرهابيي تنظيم القاعدة. وأعلنت النيابة العامة في باريس، أن المحققين تمكنوا من تحديد هوية الانتحاري الخامس، الذي استهدف مسرح "باتاكلان" خلال هجمات باريس الأخيرة، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق ب"سامي عميمور"، من مواليد عام 1987، وأن الشرطة احتجزت 3 من أقربائه صباح اليوم. وكانت النيابة العامة أعلنت أن الانتحاري الأول الذي استهدف ملعب "ستاد دي فرانس"، هو، أحمد المحمد، من مواليد سوريا عام 1990، وأنه وصل فرنسا عبر اليونان، والثاني إسماعيل عمر مصطفاي فرنسي الجنسية، ويبلغ من العمر 29 عاماً، أما الثالث فهو بلال حدفي، ويبلغ من العمر 30 عاماً. وذكرت النيابة العامة الفرنسية، في السياق ذاته، أن الانتحاري الرابع الذي استهدف شارع فولتير هو إبراهيم عبد السلام، وهو من مواليد 1984، مشيرة إلى أن شقيقه صالح، المطلوب لقوات الأمن، يشتبه بتورطه في الاعتداءات التي طالت العاصمة الفرنسية قبل أيام. ومن جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الفرنسي، "مانويل فالس"، إن التخطيط والتنظيم للهجمات الإرهابية التي ضربت عمق باريس، جرى في سوريا، داعيا في مقابلة تلفزيونية مع قناة "آر تي إل"، اليوم الاثنين، المجتمع الدولي إلى التحرك ضد "الإرهابيين المسلحين". وأفاد فالس أن "السلطات الأمنية نفذت عقب هجمات باريس، عمليات بحث وتفتيش في أكثر من 150 موقعًا، مشيرًا إلى وجود احتمال تعرض البلاد لهجمات جديدة، قبل أن يبرز أن فرنسا لم تتلقَ طلبًا من زعماء الدول، بشأن إلغاء مؤتمر باريس للمناخ، المقرر انعقاده في 29 نونبر. ومن جهة أخرى، أعلنت مصادر في الشرطة الفرنسية، أن العديد من الأشخاص اعتُقلوا في عمليات أمنية جرت الليلة الماضية في عموم البلاد، وأنه عُثر على قاذفة صواريخ بمدينة ليون، واعتُقل 5 أشخاص لهم صلة بها. وتجدر الإشارة إلى أن 132 شخصًا لقوا مصرعهم، وأصيب 349 آخرون جراء هجمات إرهابية متزامنة شهدتها باريس، يوم الجمعة الماضية، وقتل 7 من منفذي الهجمات، التي تبناها تنظيم "داعش".