لقي مواطن مغربي مصرعه، وأصيب آخر بجروح، في سلسلة الهجمات التي استهدفت مساء الجمعة أماكن عدة بالعاصمة الفرنسية باريس . وذكر بلاغ لسفارة المغرب بفرنسا أنه « تم إحداث خلية أزمة تضم سفارة المغرب بفرنسا ،وقنصليات المملكة بكل من باريس وكولومب وفيلمومبل» وذلك منذ الإعلان عن وقوع الهجمات الإرهابية بالعاصمة الفرنسية ، مشيرا إلى أنه تم القيام باتصالات على الفور مع السلطات المحلية من أجل تحديد ومساعدة ضحايا مغاربة محتملين.» وأشار البلاغ إلى أن المواطن المغربي المصاب بجروح، والذي يوجد بالمستشفى، خضع لعملية جراحية في ساقه، وأن حالته ليست خطيرة، مبرزا أن خلية الأزمة تظل معبأة حتى تحديد هوية كافة الضحايا. وفي الوقت الذي لا تزال التحقيقات جارية في باريس حول الاعتداءات الإرهابية التي وقعت الجمعة، وراح ضحيتها 129 قتيلا وأعلنت على إثرها فرنسا حالة الطوارئ، كشف المدعي العام الفرنسي، فرنسوا مولين، هوية أحد الانتحاريين الذين هاجموا مسرح باتاكلان، مشيراً إلى أنه مواطن فرنسي يدعى عمر إسماعيل مصطفاي، ويبلغ من العمر 29 عاماً. وهو مولود بإحدى ضواحي باريس. وقد وضعت السلطات الفرنسية قيد التوقيف الاحترازي والده وشقيقه وفق مصدر قريب من التحقيق. وذكر المصدر أن المحققين فتشوا منزلين، أحدهما في «روميي سور سين»، ويملكه والد الانتحاري الفرنسي، بينما الثاني في منطقة بوندوفل في باريس ويملكه شقيقه. كما قامت السلطات بعمليات دهم وتوقيفات أخرى في هاتين المنطقتين شملت أقارب آخرين للانتحاري. وأوردت مصادر من القضاء والشرطة الأحد أن 6 اشخاص من أقارب عمر اسماعيل مصطفاي الانتحاري الفرنسي أحد منفذي الاعتداء على مسرح باتاكلان الباريسي، قد وضعوا قيد التوقيف الاحترازي خصوصا والده وشقيقه وزوجته. وفي بعض التفاصيل التي تناقلتها صحف فرنسية، أشارت إلى أن أصبع مقطوعة وجدها المحققون في مسرح الهجمات، ساهمت في كشف هوية أحد الانتحاريين «غير الملثمين» الذين انقضوا على مسرح باتكلان ليلة الجمعة واحتجزوا عدداً من الرهائن لمدة 3 ساعات، قبل أن يباشروا بإطلاق النار بشكل عشوائي على الحضور، وهم يهتفون «الله أكبر»، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 82 شخصاً. وقد كشف تلك المعلومة نائب وعمدة شارتر جان-بيار غورج، بحسب صحيفة «لو موند» الفرنسية. وعمر إسماعيل مصطفاي المولود في 21 نوفمبر 1985، من أصول جزائرية ولديه شقيقتان وشقيقان يملك أحدهما مقهى للشيشة في مدينة شارتر. أما المفاجئ، بحسب صحيفة «Centre» الفرنسية أن عمر كان معروفاً من قبل الأجهزة الأمنية لاسيما أن في جعبته أكثر من 8 مخالفات وانتهاكات للقانون العام، غير أن أياً منها لم يفض إلى سجنه. كما أن اسمه كان متداولا لدى أجهزة الاستخبارات الفرنسية منذ العام 2010، حيث نظمت باسمه ملفا لاسيما بعد ميله نحو التشدد والتطرف. كما أشارت صحيفة ال «سنتر» نقلا عن بعض السكان في شارتر إلى أنه سافر بضعة أشهر إلى سوريا بين عامي 2013 و2014، حيث وصلها عبر تركيا. وكان المدعي العام قد أعلن، في وقت سابق، أن حصيلة اعتداءات باريس بلغت مساء السبت 129 قتيلا و 352 جريحا، مؤكداً أن الإرهابيين تحركوا في ثلاث مجموعات. وقال مولين، في مؤتمر صحافي السبت، إن الحصيلة «غير النهائية والمرشحة للارتفاع ويا للأسف» لاعتداءات مساء الجمعة، هي 129 قتيلاً و352 جريحاً «بينهم 99 على الأقل في حالة حرجة جداً». كذلك لفت إلى أن «7 إرهابيين قتلوا خلال تنفيد عملهم الإجرامي»، بينهم 6 فجروا أنفسهم، 3 منهم في المسرح و3 خارج استاد باريس. كذلك أشار إلى أنه تم التعرف على هوية أحد المهاجمين وهو فرنسي يقطن في بروكسل. وقد تم اعتقال 3 أشخاص مشتبه بهم على الحدود مع بلجيكا. وأوضح النائب العام أن «الإرهابيين» الذين نفذوا الهجوم في مسرح باتكلان في باريس تحدثوا عن سوريا والعراق. وتابع قائلا إنه تم العثور في مسرح الهجمات على مئات من العيارات النارية، غالبيتها من عيار 7.62 ملم، وهو عيار بندقية كلاشينكوف، وأحزمة ناسفة، إضافة إلى جواز سفر سوري اسم صاحبه غير مسجل في مصلحة الاستخبارات الفرنسية وهو مجهول حتى اللحظة. إلا أن الشرطة اليونانية أعلنت أن شخصين تلاحقهما الشرطة الفرنسية في إطار اعتداءات باريس الجمعة سبق أن سُجلا في اليونان هذا العام كطالبي لجوء. وطلبت السلطات الفرنسية من نظيراتها اليونانية التأكد من جواز سفر أحد هذين الشخصين وبصماته الرقمية ومن بصمات الآخر، انطلاقاً من اعتقادها أنهما سجلا اسميهما في اليونان، التي تشكل بوابة الاتحاد الأوروبي للاجئين، وخصوصاً السوريين. يذكر أن الشرطة الفرنسية أعلنت العثور على جواز سفري سوري بالقرب من جثة أحد منفذي اعتداءات باريس، فيما أوضح نيكوس توسكاس، نائب رئيس الوزراء اليوناني المسؤول عن الشرطة، أن «حامل جواز السفر مرّ عبر جزيرة ليروس في الثالث من أكتوبر، حيث تم تحديد هويته وفقا لقواعد الاتحاد الأوروبي». ولم يكن لدى توسكاس علم إن كان جواز السفر قد فحصته دول عبر خلالها حامله وهو في طريقه إلى فرنسا. وقال مصدر بالشرطة اليونانية إن السلطات الفرنسية طلبت من دول أخرى في أوروبا بينها اليونان فحص جواز السفر.