في جماعة آسرير تنسج الكثير من الأشياء في الخفاء. و يعتقد النساجون أنهم أحكموا وثاق ما نسجوا لكن هناك دائما عنصر المفاجئة. حيث الحقيقة ما تنفك تنبلج من ثنايا ما صنعوا. دلك هو حال من يدبرون آليات التنمية .؟ و ارتباطا بهدا الموضوع نسلط الضوء على تدبير الحقل الجمعوي و التعاوني، باعتبارهم آلاليات المعتمدة لتفعيل العملية التنموية، و موازاة مع خطاب قطع جماعة أسرير لأشواط مهمة في تطبيق مخطط التنمية نسلط الضوء على الجماعة المذكورة من خلال حالة تأسيس شاذة عرفها الحقل الجمعوي هناك السنة الماضية. و قبل دلك ومن باب التذكير بالشيء نشير إلى أن الغيورين على أوضاع تلك الجماعة مارسوا التنظيم الجمعوي، حين كان العمل داخله تطوعيا ، و لا شك أن التاريخ و الذاكرة المحلية يختزلان تجارب ناجحة تركت صدا طيبا بين الساكنة. في السنوات الأخيرة ومع انطلاق مخطط التنمية و المبادرة الوطنية للتنمية و هلم برامج ... انكمشت جمعيات العمل التطوعي و تم الانتقال إلى تأسيس الجمعيات و التعاونيات التي فيها العمل بتعويض... و من كثرة تناسل الإطارات أصبح من باب التندر أن لكل بيت بالجماعة تعاونية أو جمعية.؟ و السؤال ما هي القيمة المضافة التي حققتها تلك التنظيمات السالفة و المشاريع الموازية على الأقل للعاملين فيها وبصرف النظر عن الساكنة و التنمية بالجماعة.؟ ردا عن هدا السؤال، نسوق كنموذج ما جاء على لسان احد الفاعلين في المجال السياحي الذي قال لنا : نحن منشطو القطاع السياحي و المهن ذات الصلة ،بجماعة أسرير، كنا نطمح إلى تحسين ظروف الاشتغال لكن وجدنا أنفسنا أمام شلال من المشاكل وكان هناك خياران اما الانسحاب وتحمل التابعات. أو التكيف مع المعوقات و التي يأتي في مقدمتها سماسرة التنمية ..؟ و الكل فضل الخيار الثاني على أمل أن تنضج الشروط للدخول في عملية التنظيم و رص الصفوف حول القضايا و المشاكل التي تكبلنا.؟ وفي ظل هدا الانتظار ،و بدلا من فتح حوار حول أسباب كمون الأنشطة السياحية و البحث عن آليات محفزه بما يتناغم و تنشيط سوق الشغل ، فُجئنا السنة الماضية بمبادرة قيل لنا أنها تهتم بقضايا المهنيين و بالفعل تم استدعاء البعض منا للمساهمة في تأسيس جمعية تحت اسم "الجمعية السياحية لواحات الجنوب بجماعة أسرير". و نزولا عند رغبة المؤسس الفعلي (رئيس المجلس الجماعي) عُقد الجمع العام التأسيسي، بدار ضيافة وادنون بتغمرت يوم 28 مايو 2012 ، و المُلاحظ هو حضور بعض الأطراف، التي كانت الغاية من حضورها هو خلق نوع من الهالة و النفخ في حجم الجمعية.؟ عند انطلاق "أشغال التأسيس" أبان الأب الروحي للمبادرة عن علو كعبه، في الإخراج المسرحي الرديء، حيث قام بشكر الحضور على تلبية الدعوة و ارتجل خطاب طويل عريض حول المشاريع و مزايا أنشاء المخاطب الوحيد لأجل محاورة المتدخلين في البرامج التنموية ..؟ ليقف عند ضرورة إسناد رئاسة الإطار الجديد إلى شخص مثقف و كفء ليمنحها الإشعاع و قوة الحضور...؟ و قبل أن يختم قال: اقترح عليكم شخص ابن المنطقة فيه كل المميزات. سوف استعطفه من أجلكم لتحمل مهمة الرئاسة.. وفي لحظة و بدون تردد هاتف الشخص المنوه به وما أن فتح هدا الأخير الخط حتى زف له الخبر و توسله بالحضور وقبول رئاسة الإطار... وما كاد يرتد للرئيس طرفه حتى ولج الشخص الهُلامي الخيمة، حيث الاجتماع ، ليتبين انه كان في الجوار ينتظر دوره في "مسرحية الوجه و القناع" و بالفعل تلك الشخصية أطار بعمالة كليميم أصبح بفعل الاحتكاك مع البرامج التنموية و سماسرة المشاريع حمالة أوجه.؟ و هكذا تواصلت عملية التأسيس وفق المخطط لها، ليتبين لمن حضر من المهنيين أن إشراكهم كان الغرض منه هو إضفاء الشرعية على الجمع العام التأسيسي لا اقل و لا أكثر.؟ و بالفعل تركيبة المكتب المسير توضح دلك و بجلاء حيث هناك مستويين. مستوى من يحتكرون سلطة القرار داخل الجمعية و هم الرئيس( أطار في الداخلية ) و الكاتب( موظف بالمديرية الفلاحية بكليميم) و أمينة المال (مستشارة بجماعة اسرير) اما المستوى الثاني و بحكم انتمائهم إلى عالم مهن السياحة و المهن الأخرى، فهم قطب الرحى و هم المؤسسون و باسمهم تُدار الأشياء، حسب منطوق الفصل 7 من القانون الأساسي للجمعية ( انظر الصورة)، لكنهم مجردين من أي سلطة داخل المكتب وحتى من منحت له درجة متقدمة فهو أجراء شكلي ليس ألا. السطو على إطار لتحقيق طموحات شخصية بدل من تحويله إلى أدت دفع قويه للمشاريع نسف لقيم المواطنة و مقومات السلم الاجتماعي، هاجس الدولة الكبير، الدي لا يتحقق سوى بإنتاج شروط الاستقرار الفعلي، و من بين ما يتهدد دلك آفة البطالة. و بالنسبة لجماعة اسرير، الجميع مٌطلع على التشخيص الكارثي للمندوبية السامية للتخطيط ، والدي بموجبه وجدت الدولة في السياحة الواحاتية بلسما قد يضمد ندوب البطالة هناك. فهل من دخل من شباب و شابات الجماعة غمار المشاريع حقق المبتغى ؛ بالنسبة لمن اختار المجال السياحي ضن أن أبواب السماء قد فتحت له ، تحت تأثير خُطب الحوافز المرصودة للسياحة الايكولوجية و اكتساح الأسواق الدولية، لكن سماسرة البرامج التنموية لهم رأي خاص في الموضوع... و الجمعية المذكورة ما جاءت ألا للسطو على مكتب الإرشاد السياحي لاحتكار الحديث باسم المهنيين و الاستفادة من منافع المكتب ( مجانية الأسفار و الرحلات داخل وخارج الوطن والتربُح من المنقولات و التجهيزات المخصصة كدعم للمأوي السياحية و دور الضيافة..) ...الكثير من الأشياء تعتمل في صدور، من حاورناهم، من أرباب و مسيري المرافق السياحية و المقاولين بالجماعة، و حين وجهنا لهم السؤال حول عدم أبلاغ معاناتهم إلى المسؤولين ؟ ردوا بلسان واحد "في ظل إخطبوط الفساد أن نحن جهرنا بما نعانيه ابسط شيء ممكن أن نتعرض له هو سحب رخصة الاستغلال و سيجدون لدلك ألف مبرر". اما سؤال حول مداخل النشاط السياحي هل تكفي لتغطية النفقات و تحقيق الربح.؟ كان الرد مأساويا. حيث قال احدهم: مع وجود منافسة شرسة و تخلي الدولة عن أتمام مشروع الشاطئ الأبيض، الذي بإمكانه تحريك القطاع السياحي بالمنطقة، لا يمكن الاعتماد على الخدمات السياحية لوحدها و لكم أن تتأكدوا بأنفسكم من سجل المبيتات..؟ لهدا يضطر البعض منا إلى مزاولة أنشطه موازية ،خلال الشهور العجاف حيث السياحة تتقلص إلى أدنى مستوى لها ، لتغطية على الأقل مصاريف الصيانة و الإصلاحات .؟ فبسبب كل هده الانشغالات عقدنا الأمل على الجمعية الجديدة التي اعتقدنا أنها ستكون رافعة للقطاع لكن مع انطلاقتها تجلت في مُسيريها رغبة الاستحواذ و الافتراس.؟ بالنسبة لمسوغات إنشاء المخاطب الوحيد، مصادرنا نبشت و لم تعثر على أي مراسلة أو توجيه أداري،محلي أو مركزي، يوصي الفاعلين المحلين، في السياحي و المهن ذات الصلة، للقيام بدلك.؟ و في جميع الأحوال مسالة تأسيس المخاطب الوحيد هو مطلب نقابي أكثر مما هو قرارا أداري.. لكن بالنسبة لمن هم قريبين من مراكز القرار لهم فرصة الاطلاع على المعلومة و التحكم في صيرورة الأشياء. كما هو الحال بالنسبة للمندسين بين مجموعة الأعضاء الشرفيين داخل الجمعية فهم من طبخة على نار هادئة و بتوابل مختلفة عملية التأسيس ، و هم من اختار كدلك أن تمنح لهم العضوية الشرفية حتى لا يثيرون الشكوك لكي يتابعون الأشياء عن قرب.؟ ومن ضمن اختراعات تلك المجموعة ، اختيار اسم الجمعية الذي يكتنفه عنصر التدليس. لان وضع "واحات الجنوب" ضمن اسم الجمعية يُشع منه المكر و الخداع . اد كيف يمكن الحديث باسم واحات الجنوب وهدا لا يستقيم مع تأسيس لا يتعلق سوى بواحات جماعة أسرير و الدليل هو محضر الاجتماع و قائمة المنخرطين و تشكيلة المكتب. ( انظر الصورة) و آدا افترضنا جدلا أن كل واحات الإقليم ممثلة و ليس الجهة... فأين غابة جماعة تاغجيجة و امتضي و اباينو ..؟ فهل سيتحدث رئيس الجمعية المذكورة عن واحات الجنوب بمنء من المسؤولية و راحة الضمير ؟ ثم من جهة ثانية آدا سلمنا أن محرك مبادرة التأسيس هو حسن النية. طيب آدا كان مكتب الإرشاد السياحي مشيدا بالمال العام و تسييره يقتضي إسناده للخواص لمادا؟ لا تفتح منافسه عمومية شفافة و يتم توجيه المعطلين لتأسيس إطارات يدخلون بها غمار تلك المنافسة بدلا من منحهم الفتات و إقبارهم تحت أنقاض أوهام المشاريع..؟ اجل أرادة الملك في تنمية الوطن و المواطن واضحة وصريحة و زيارته للجماعة و انطلاق الاوراش بها و بالإقليم عموما أقوى دليل . لكن يجب أن لا تتخذ جمعية رفع اكف الضراعة أليه مطية لتنصب نفسها فوق الجميع و تتخذ مرفق ممول بالمال العام مقرا ؟ ثم كيف لها أن تنص صراحة، و بدون وجل ،على دلك في الفصل 3 من قانونها الأساسي كما خولت لنفسها الحق في تسيريه.؟ثم هناك سؤال مشاكس ينتصب في هكذا وحل. !! هل يعقل أن يتخلى شخص عن راحته و مسؤوليته الأسرية..؟ و يضيف إلى جانب عمله نشاط تطوعي مجاني مرهق أن لم تكن هناك منفعة مادية منظورة.؟ يقول فاعل جمعوي لفهم ما يجري يكفي تتبع خطوات رئيس المجلس الجماعي ؛ فانتم تعلمون أن مداد فضيحة توسيع الوعاء العقاري للجماعة لم يجف بعد... و موجب هدا الكلام هو أن موقع بناء مقر مكتب الإرشاد السياحي مشمول بعملية توسيع الوعاء.؟ و الملاحظة المركزية هنا تتعلق بعملية التشييد .؟ حيث تمت على مرحلتين . في الأولى، و على ما يبدو، كان أن الغرض هو جس نبض أصحاب العقار. لدلك كانت مواد البناء ضعيفة و توقف البناء..؟و بعد ما غرز رئيس المجلس أظافره انتقل إلى تشيد المكتب المذكور و لكن هده المرة بالخرسانة القوية و بالأشكال الهندسية المعمارية التي صُرف علي انجازها مبالغ ضخمة من المال العام (انظر الصورة). و رغم دلك و رغم انخراط جماعة أسرير مند سنوات في مسلسل التنمية و رغم أن رئيسها تغويه الأوسمة و النياشين و رغم و.... رغم رغم.؟ لمادا لم تتحقق القفزة النوعية في مجال توطين شروط التنمية المستديمة و بلوغ المشاريع المدرة للدخل درجة الاستقرار و تحفيز سوق الشغل..؟ فهل هدا يعود إلى العوامل التي تواكب كل انطلاقة أم هناك عوامل أخرى.؟ و لصبر أغوار هدا التعثر اعتمدنا ،في استكمال تحرير المقال، على المعلومات و المطبوعات القيمة ،التي أمدتنا به الأيادي البيضاء داخل القيادة ولجماعة،و استوقفنا فيها مستويين مستوى نظري. و هو ما تجسده الإصدارات حول جماعة أسرير و التي تشدك من حسن أخراجها و جودة ورقها لينتابك أحساس آن تلك البقعة من الجغرافية أصبحت جنة عدن فوق الأرض ؟ و مستوى مُعاش قادتنا له مختلف الحوارات التي أجريناها مع بعض الفاعلين حيث وقفنا على توجسهم الكبير من استغلال التشرذم الحاصل وسط المهنيين ،نتيجة سياسة فرق تسد و التميز الذي تنهجه وكالة الجنوب... و بالفعل لم يصدر لا من المنخرطين في الإطار الجديد و لا من غيرهم أي رد فعل ضد المكتب، الذي بعد سنة من تنصيبه، لم يعقد و لو اجتماعا واحدا يقدم فيه حصاد سنة أو على الأقل عرض البرنامج السنوي او فتح باب الانخراط حسب القانون الأساسي للجمعية. مما سبق نستخلص وجود خيط ناظم بين رئيس المجلس الجماعي و تأسيس التعاونيات والجمعيات العاملة قي تراب الجماعة فهو بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة الممتدة من ضفاف واد صياد إلى تخوم واد أبي رقراق ؟ هدا الامتداد الذي خبر تمفصولاته و دهاليزه؟ لهدا يده خلف كل شيء وما يعضض هدا الكلام قول منسق البرامج التنموية الحالي الذي يقول، لحاملي المشاريع، بان قبول أي مشروع مرهون بالعلاقة الطيبة مع الرئيس..؟ و هدا المنسق وظيفته الأمنية ابرز من وظيفته التنموية حيث لم يعد يبرح مواقع الاعتصامات و الاحتجاجات و يتدخل في الشاذة و الفاذة تحت يافطة الإرشاد و التوجيه ؟؟! و الآن مكتب الإرشاد السياحي، تنتصب بنايته عند مدخل الجماعة، و هو الرهينة بيد مكتب الجمعية المذكورة لا تفتح أبوابه لا عند زيارة الوفود الوطنية و الأجنبية..لاطلاعهم على جدرانه و قد زينتها منشورات بأرقام خيالية التنمية بالجماعة اما المهنيين يتخبطون في ما جاء على لسانهم من اكراهات وهي غيض من فيض : قطاع غير مهيكل. صعوبة التسويق. ضعف المسالك الطرقية المؤدية للواحة. المنافسة الأجنبية. انعدام آليات جديدة لاستقطاب السياح. أنهاك الفرشة المائية و اثرها على ا التدهور البيئي و الايكولوجي للواحات. حقن القطاع بمشاريع مستنسخه أمعانا في تأزم ما هو قائم. نهج وكالة الجنوب لسياسة فرق تسد. غياب ميثاق بين المنعشين السياحيين في الجماعة. غياب إجراءات موازية للتنشيط دورة إنتاج المواد ألفلاحي الطبيعية بما يخدم متطلبات القطاع السياحي و يربط الإنسان بالأرض لوقف نزيف الهجرة. خلاصة القول التنمية محك حقيقي للأنظمة و الحكومات و تحقيقها مرهون بشرط التشبع بالروح الوطنية كمدخل أساسي لإنعاش و أشاعت الشفافية والديمقراطي. و جماعة آسرير ضمن أخرى، الشاهد الصامت، الذي يجعل ترتيب المغرب في سلم التنمية البشرية في تقهقر مستمر.. و شرارة الرجات الاجتماعية كامنة في موقدها تحت الرماد فهل من مُتعظ؟