خلافا للروايات الرسمية التي أطلت علينا بها جل وسائل الإعلام المسموعة منها والمرئية والمكتوبة داخل المغرب، والتي تفيد في نشراتها وعبر صفحاتها الأولى أن مشكل العائلات النازحة في طريقه إلى الحل، فمن يقول ذلك فهو مخطأ، فزيارة قصيرة لمخيم اكديم إزيك تعطيك دليلا ملموسا بكون هذه الأسر المجتمعة في حوالي 6000 خيمة، والعدد " مرشح للارتفاع "، مصرة على مواصلة الاحتجاج إلى حين تحقيق مطالبها المشروعة. ففي الوقت التي تقول فيه الجهات المسؤولة بكون مخيم النازحين في طريقه إلى الحل، وأن سكانه قد شرعوا في مغادرته بشكل تدريجي، نرى أن العائلات بهذا المخيم قد أعدوا العدة للبقاء لمدة أطول بهذا المخيم، بدليل أنهم أقاموا مرافق صحية ، وأحدثوا ست دوائر، كل دائرة تضم أربعة أحياء، إضافة إلى إحداث دوريات أمنية من داخل المخيم، للقيام بجولات بين الخيام، إضافة إلى ذراع بشري للحراسة الليلية لمراقبة وحراسة المخيم من خطر قد يداهمه والناس نيام. ويأتي صمود العائلات النازحة في الوقت الذي تسابق مجموعة المواطنين غير النازحين أغلبهم نساء صباح يوم الاثنين، في اتجاه مقر ولاية العيون من أجل تسجيل أنفسهم للحصول على بطائق الإنعاش وتسجيل مطالبهم الاجتماعية للاستفادة من البقع الأرضية، وغير ذلك من الامتيازات التي ظلت حبرا على ورق، مقابل التوقيع على التزام بعدم العودة إلى مخيم أكديم إزيك من جديد. و كانت سلطات العيون قد سعت إلى فتح أبواب التسجيل بمقر الولاية من أجل دفع الصحراويين إلى جمع خيامهم بعد تسجيل أنفسهم لدى مصالح الولاية، إلا أن الواقع أظهر أن النازحين في المخيم لم يحركوا أي خيمة من مكانها، حسبما أفاد شهود عيان، بل إن مشكل نزوح هؤلاء بدأ يتعقد ووصل بالملف إلى الباب المسدود. حيث أن الأسر النازحة شرعت في إدخال مواد البناء قصد بناء مرافق صحية وتقوية الخيام، لتصمد أكثر في وجه التقلبات المناخية، مما يعني أن النازحين ينوون البقاء طويلا في مخيم أكديم إزيك. وإلى ذلك حلت بمدينة العيون أول أمس مجموعة من الشخصيات الصحراوية التي كانت غائبة عن الساحة، يتقدمهم خليهن ولد الرشيد الذي فشل في تدبير مجموعة من الملفات الاجتماعية، ليأتي مرة أخرى ويعيد نفس السيناريو ونفس اللهجة، فهل سيصلح رئيس الكوركاس المنتهي صلاحيته ما أفسده شقيقه حمدي الذي يعتبر طرفا في هذا المشكل.