أسرة تفقد مولودها الأول بمستشفى كلميم وتطالب بالتحقيق مع المسؤولين على خلفية الإهمال كلميم الحسن بونعما - طالب " الحسن.أ"، في شكاية موجهة للوكيل العام للملك لدى المحكمة الاستئنافية بأكادير، بإجراء تحقيق دقيق في حادث وفاة ابنه الأول في الثلاثين من شهر يوليوز المنصرم بقسم الولادة بالمستشفى الإقليمي بكلميم، والأمر بإحالة المسؤولين على الجهة المختصة لاتخاذ ما يلزم قانونا في حقهم، حيث يتهمهم الأب المذكور بالإهمال واللامبالاة والتهاون الناتج عنه موت مولود. وقال المواطن المذكور "للمساء" إنه كان يستعد لأن يفرح بولادة ابنه في اليوم الذي يصادف ذكرى عيد العرش بناء على ما أكده له أحد الأطباء المختصين الذي كان يشرف على مراقبة الأم طيلة مراحل الحمل، حيث طمأنهم على صحة الجنين وحدّد تاريخ الوضع في الثلاثين من يوليوز، غير أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، يقول المشتكي، و"تبخرت آمالنا نتيجة خطأ، وعدم الإحساس بالمسؤولية، والاستهتار بأرواح المواطنين بمستشفى كلميم". ووجّه المواطن المذكور الشكاية نفسها إلى وزيرة الصحة، بالإضافة إلى عدد من الهيئات الحقوقية والمنابر الإعلامية، حيث يصف فيها وضعية قسم النساء والتوليد لمستشفى كلميم ب"الخطيرة"، وقال إنها تستلزم التدخل العاجل والفوري لفتح تحقيق، لاسيما وأنه تم تسجيل وفيات أبرياء آخرين بعد مولوده المذكور، يؤكد المشتكي. واستنادا إلى ما جاء في شكاية هذا المواطن الشاب التي توصلت بها "المساء"، فإن والدة زوجته رافقت هذه الأخيرة إلى المستشفى الإقليمي بكلميم بعد إحساسها بمخاض الولادة ليلة 29 من يوليوز المنصرم، وبعد ولوجهما إلى جناح التوليد تبين عدم وجود أية عناية أو اهتمام بالمواطنين، تضيف الشكاية، فبقيت زوجته ساقطة على الأرض تعاني من آلام المخاض، ولا يوجد داخل الجناح سوى بعض المنظفات وبعض حراس الأمن الخاص. وحسب المصدر ذاته، فإن الوضع ظلّ كما هو عليه في اليوم الموالي، حيث بقيت الأم الحامل تصيح وتصرخ دون أدنى رعاية أو اهتمام حيث أغمي عليها ومات الجنين حينما كان على وشك الولادة نظرا لعدم تقديم أية مساعدة. وفي سياق متصل، فإن حادث وفاة مولود بمستشفى عاصمة الجهة أعاد إلى الواجهة المشاكل البنيوية التي يتخبط فيها قطاع الصحة بالإقليم، والتي أصبحت حديث العام والخاص بالمدينة التي يئس بعض ساكنتها من تحسن الخدمات المقدمة بهذا المستشفى الذي لا يحمل من صفة "الإقليمي" إلا الإسم يقول أحد أطر قطاع الصحة بالإقليم. ويرى المتتبعون أن التزايد المطّرد للساكنة بهذه المدينة، والتي تشكل قطبا حضريا يضم أكبر تجمع سكاني بالجهة، يفرض على وزارة الصحة وغيرها من الشركاء العمل بجدية وبنجاعة لتوفير خدمات صحية في المستوى. وكان أعضاء المجلس البلدي لكلميم جدّدوا إثارة مشاكل القطاع الصحي بالمدينة خلال دورة يوليوز الأخيرة، وخاصة بقسم المستعجلات وقسم الولادة والمركب الجراحي، وفي هذا الصدد تشير معطيات حصلت عليها "المساء" إلى أن المستشفى الإقليمي لكلميم، والذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 92 سريرا، يعاني من غياب جناح خاص بالإنعاش، ولا يتوفر إلا على جهازي فحص بالأشعة، وجهازي فحص بالصدى، كما يعاني سقف مركب الجراحة من التآكل مع انعدام الربط بشبكة التطهير السائل وبروز مشاكل تدبير النفايات الطبية، بالإضافة إلى النقص الحاد في الموارد البشرية، إذ لا يتجاوز عدد الأطباء العاملين"9"، والمولدات "14"، والممرضون "30