دكرت مصادر متعددة عن إعتزام قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية بتقديم مشروع قرار الى مجلس الامن الدولي يتضمن توسيع مهام "المينورسو" (بعثة الأممالمتحدة في الصحراء ) لتشمل مراقبة احترام حقوق الإنسان في المنطقة. و نص القرار الأمريكي الذي يوجد حاليا قيد الإعداد ضمن "مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية" (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإسبانيا) ليقدم إلى اجتماع مجلس الأمن المقرر عقده في نهاية هذا الشهر لمناقشة تجديد ولاية "المينورسو". وفي هدا الصدد عقد بالديوان الملكي بالرباط اجتماع خصص لبحث آخر التطورات المتعلقة بالقضية الوطنية بالأممالمتحدة٬ وبصفة خاصة بعض المبادرات الرامية إلى تغيير طبيعة مهمة بعثة "المينيورسو". وفي ما يلي النص الكامل لبلاغ الديوان الملكي : " بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ انعقد اليوم بالديوان الملكي اجتماع خصص للقضية الوطنية. وشارك في هذا الاجتماع مستشارون لجلالة الملك٬ ورئيس الحكومة٬ وقادة الأحزاب السياسية وعدد من أعضاء الحكومة. وقد خصص هذا الاجتماع لبحث آخر التطورات المتعلقة بالقضية الوطنية بالأممالمتحدة٬ وبصفة خاصة بعض المبادرات الرامية إلى تغيير طبيعة مهمة بعثة (المينورسو). وشكل الاجتماع فرصة لتجديد الإجماع الوطني حول الموقف الثابت للمملكة المغربية٬ لرفض هذه المبادرات بشكل قاطع. ففي الوقت الذي تحظى فيه جهود المملكة لفائدة النهوض بحقوق الإنسان بكافة التراب الوطني٬ بما في ذلك الأقاليم الجنوبية٬ بإشادة المجتمع الدولي والعديد من الشركاء الدوليين٬ فإن انحياز مثل هذا النوع من المبادرات الأحادية والمتخذة دون تشاور مسبق٬ سواء في ما يخص المضمون أو السياق أو الطريقة٬ هو أمر غير مفهوم ولا يمكن إلا رفضه. وأعرب المشاركون في الاجتماع عن انشغالهم بخصوص انعكاسات مثل هذه المقاربة على مسلسل المفاوضات الجارية٬ ما دام أنها تقطع بشكل متعمد مع روح التوافق التي طبعت على الدوام مسلسل البحث عن حل سياسي عادل ودائم ومقبول لهذا النزاع الإقليمي المفتعل٬ على أساس الواقعية وروح التوافق التي يدعو إليها مجلس الأمن. لقد تم٬ منذ تقديم المملكة المغربية في 2007 للمبادرة الخاصة بالتفاوض حول منح حكم ذاتي لجهة الصحراء٬ توظيف قضية حقوق الإنسان بشكل ممنهج من قبل أطراف النزاع الأخرى٬ في محاولة منها لإخراج مسلسل التفاوض عن مساره٬ واستغلال ذلك كمبرر لعدم الانخراط بشكل جدي وبنية حسنة في البحث عن حل سياسي. ومن جهتها اتخذت المملكة المغربية إجراءات إرادية من أجل النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها على كافة ترابها. وفي هذا الإطار٬ يندرج بصفة خاصة٬ تعزيز استقلالية الآليات الوطنية لحقوق الإنسان وتوسيع انفتاح المغرب على الإجراءات الخاصة للأم المتحدة٬ مستجيبة بذلك لانتظارات المجتمع الدولي٬ وخاصة مجلس الأمن. وفي كل الأحوال٬ فإن المملكة المغربية٬ القوية بإجماع كافة مكونات الأمة حول الوحدة الوطنية والوحدة الترابية٬ تظل على ثقة في حكمة أعضاء مجلس الأمن الدولي٬ وقدرتهم على إيجاد الصيغ الملائمة لحماية المسلسل السياسي من أية انحرافات تكون لها انعكاسات وخيمة على استقرار المنطقة".