أذن الديك اليماني : حي على الرحيل יִ ، فارتحل الرئيس متلفعا باللهب متحفزا للهرب ، مكابرا و مجاهرا : قد فاتكم القطار יִ .وأذن الديك الدمشقي في غلََس غدْر العَسس : لي بضعُ دجاجات ومدفعٌ حسن الصوت יִ ، فارتحل العزّل هربا من الموت قبل الفوت יִ . وأذن الديك المغربي : حي على الإصلاح ، فانفتحت أبواب السماوات وعودا ورعودا وضروعا جفّت وزروعا يبسَت ، فأعقبت في قلوب بعضهم حنقا وشوقا إلى الأيام الخاليات ، واتهامات وهتافات وإخفاقات عُلقَتْها الساحراتُ الماهرات المارداتُ ... ومع انصرام العيد ، أذن الديك من جديد : هيّا إلى الجامعات ، ومرحى بالمدارس " الفارعات " الخاصات العامّات المسماة " مدارس " بوكُو فلوس" ، ويا حبذا ريعُها المُحلّل وعَرْفها المعلّل ، يُجبى لها و لا يُجنى منها مثقال نقير ولا قطمير ، فلَها الغلّة حَبا وتبْنا ، وهي تحترم ميثاقها الموقع مع الوزارة ،و تحبّها حُبا جمّا ما لم تصْرم حبل ودّها و تقلب لها ظهر المجَن ، ولا الوصيّ وما هوى يملك كفّ السمين إذا نوى خرق الصك وما حوى יִ .... وفي الصحراء ، أذّن الديك المنسي المنتشي بفتح فرع لجامعة هنا وفرع لأخرى هناك : حيّ على الثقافة יִ ، استرْخوا واستريحوا من عناء السياسة יִ ، فبعضُ السياسة تعاسة יִ. وبينما كان الديك "جذلا يحكّ جناحه بجناحه " ، همعت أعين بعض السامعين وتهللت أسارير آخرين ، وأقبل بعضهم على بعض يتبادلون التهنئة والتحية ، فقال أعرفهم بقيمة الجامعة وقد خالطت شغافَ قلبه بشاشة الذكرى : واشوقاه إلى زمن المحبرة والمحضرة יִ ، ثم أردف شارحا : المحضرة جامعة بدوية مترحلة متنقلة كانت ثم انطوت طيّ البدو للخيام ، فلا عينٌ عرفت قيمتها وأقرت بفضلها إلا وهي اليوم عين من البكاء حسرة على ما فات من المعنى יִ. للعلم طلابه وللفصل عشاقه وأحبابه ، تقاطروا فرادى وزرافات على مشتلٍ به فسيلة علم الاقتصاد ، استنبتت بأرض يباب شبه خالية من مؤسسات الثقافة خزانات ومكتبات حاشا دور ثقافة لا تحلق في سمائها موسّعات الاقتصاد والقانون وهلم جرا ، وجلّ الكتب بها نهبُ العنكبوت والغبار ، يكاد يصيبك من فيْح رائحتها الدوّار יִ. واشوقاه إلى أوقات الدراسة יִ كلمة ندية تبلل بنداها أفئدة بعض الموظفين الذين فاتهم أن يحجوا إلى الجامعات قبل أن يُمنعوا יִ ، وقد أذن ديك ذكي : أطلبوا العلم قبل الستين יִ ، فما بعد الستين سوى أوراق لعب للمتقاعدين יִ.... هرع بعضهم إلى فرع جامعة قد يكون أول الغيث بكلميم، وقد تأبط شهادته وحزم حقيبته وامتطى بَغْلته ( الحافلات معدومة وسيارات الأجرة " مشطونة " יִ )، عسى أن يفوز بمقعد وسط الزحام יִ . أتُراه بعُدت عليه الشقة فلم يكن من السابقين الرائحين إلى عروسة الجنوب أغادير لإيداع طلب التسجيل أم خشي توديعه هناك إلى الأبد أم هي دعوى تقادم البكالوريا تجهض حلمه الوردي ؟. و بين حُلم هذا و حلم ذاك ينبسط سؤال الحِلم عند الغضب ، حين يهرع ديك الصحراء بالحرم نافشا عفريته ، يزبد ويعربد ، فتنتهز عيون شامتة غفلته أو غضبته ، فتفشي سر عداوته ، وتنعت كل بني بجدته أو محاولي نجدته بالمروق יִ. وعلى مرمى بصَر من فرع جامعة ابن زهر بباب الصحراء ، يتشوف الطيبون إلى انشقاق الفجر عن حصد نتائج جيدة ترتجى ووأد كل شغب يُمتطى...، فهل يحتضن طلبة الصحراء فرع جامعتهم الوليد احتضان الدجاجة بيضها لئلا ينشدخ أم احتضان الحُبارى بيض غيرها حتى صارت مضرب المثل : " أبله من حبارى יִ " ؟. وقد صاح الديك : إني مؤذن فاسمعون יִ.