من الظواهر الخطيرة التي عرفت انتشارا كبيرا بولاية العيون، الغزو المنظم من طرف مجموعات من بائعات الهوى، حيث باتت العديد من الفنادق والمقاهي غير الشرعية والشقق المؤجرة بمثابة المعاقل الرئيسية لهن، أفواجا من كل حدب وصوب وخاصة من بعض المدن الجنوبية. من خلال جولة قصيرة أجرتها "صحراء بريس" بإحدى مقاهي العيون المشبوهة، اتضح أن العديد من مقاهي مدينة العيون تحولت عن إطارها الذي جاءت من أجله، وأضحت إحدى بؤر الفساد والرذيلة، بعد ان وجدت المناخ الملائم والجو المناسب. ولتسليط الأضواء أكثر، نزلنا بإحدى مقاهي المدينة بشارع الزرقطوني حيث المكان المفضل لكبار رجال السلطة، الساعة قاربت العاشرة ليلا، لم نكن نحمل ما يثير انتباه تواجدنا بعد أن تركنا المحفظة وآلة التصوير، بل فضلنا النزول كمواطن عابر سبيل، أو زبون يبحث عن فريسة مع الاحتفاظ بدرجة من الفضول التطفلي للاطلاع عن ما يجري داخل قلاع قلب مدينة أربعين وليا، ونحن على أبواب المقهى التي باتت تثير العديد من التساؤلات في الوسط المحلي، بعد أن تحولت إلى معقل للدعارة، بدأت بعض السيارات القادمة تأتي إلى المقهى، حيث بدأ الركاب في النزول، والحقيقة أن جلهم من العاهرات ” أو كما قالت إحدى المصادر ” شغالات الليل ” ورغم برودة الطقس، إلا أن لباسهن الفاضح يؤكد أنهن قدمن منذ حين من إحدى الملاهي، مع الإشارة أن مدينة العيون لا يوجد بها ملهى مرخص بطريقة قانونية. ومن باب الفضول استفسرت إحداهن عن سر تواجدها بالمقهى في وقت متاخر وبلباس مشبوه، فردت علي بدون حياء" جيت ندبر على راسي" عندها رأيت فتياة قاصرات بصحبة عشاقهم تحت أضواء خافتة جدا، وعلى موسيقى صاخبة، وهن فاقدات الوعي من كثرة إفراطهن في الخمور والأقراص المهلوسة... وأخريات متسمرات في أماكنهن في وضعية مخلة للأخلاق ... ذلك هو جزء قليل من واقع سوق الدعارة بمدينة العيون، والتي عرفت انتشارا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، مما يتطلب الوقوف بحزم لمكافحتها وردعها من طرف كل الجهات المعنية، ومما يزيد من مخاوف سكان المدينة أن العديد من الحدائق العمومية بالعيون، أضحت بمثابة الانطلاقة الأولى نحو فساد الأخلاق، من خلال جلب العشرات من البنات القاصرات، واستغلالهن من طرف شباب طائش، حيث أضحت الحديقة بمثابة المؤشر المؤدي إلى بيوت الدعارة .