أيادي مرتشعة، وجوه مفزوعة، أعين باكية .. شبان وشابات، بعضهم لم يجد بدا من سرد كذب مفضوح على عناصر الأمن التي داهمت مقهاهم المفضل. - «لاوالله راني غير دخلت نقلب على خويا» ! - «ومني ملقيتيهش قلتي نريح نضرب جوان .. ياك» ! «أضواء خافتة، أدخنة كثيفة بريح التفاح والتوت تخنق الأنفاس، قهقهات .. صخب، وشي حالة لهلا يوريك» يصرح أحد الجيران الذي يقطن مباشرة فوق المقهى، والذي عانى الأمرين من هذه «الجيرة اللعينة» كما يسميها. كانت الساعة تشير إلى حوالي الساعة الثامنة مساءا، حينما داهم أفراد الشرطة القضائية لأمن – أنفا بالدار البيضاء، إحدى مقاهي “الشيشة” بوسط المدينة، خاصة بعد تقاطر العشرات من الشكايات من المواطنين. المداهمة تأتي في إطار حملات أمنية مكثفة على بعض مقاهي “الشيشة” التي تحول بعضها لأوكار خفية للعديد من الممارسات اللاقانونية. وأسفرت المداهمة عن إيقاف 22 شخصا، من بينهم فتيات قاصرات، بعدما تم ضبطهم متلبسين بتعاطي مخدر «الحشيش»، تبين من خلال التفتيش الميداني أن أحدهم مروج للأقراص المهلوسة، كما تم ضبط شخصين في وضعية مخلة بالآداب. مصادر أمنية أفادت أن تحقيقا فتح في الموضوع، قبل إحالة كل من ثبت تورطه على وكيل الملك بمحكمة القطب الجنحي بالبيضاء. وأبرز المصدر ذاته أن صاحب المقهى ستوجه له تهم «إعداد محل للدعارة، واستهلاك المخدرات داخل المقهى»، مضيفا أنه قد تم حجز بعض قطع المخدرات المعدة للاستهلاك، والعديد من قنينات «الشيشة» خلال المداهمة المذكورة. حملة تأتي في أعقاب العديد من الحملات والمداهمات التي أسفرت عن غلق بعض المقاهي من طرف السلطات المختصة، بعدما ثبت أن مسيروها يقدمون «الشيشة» بدون الحصول على ترخيص، كما تم حجز كميات مهمة من التبغ، وتوقيف مسير مقهى وثمانية أشخاص بإحدى مقاهي المدينة القديمة، وشارع «الزيراوي»، كما تم تسجيل إقدام العديد من البيضاوين على تقييد شكايات كثيرة بخصوص مقاهي مشبوهة على مستوى شوارع «11 يناير» و «الحرية» و «المقاومة»، وبعض أحياء الفداء. مصدر خاص ذكر أن الأمر يتعلق بتدخلات وقائية، ستمتد لجل المناطق الأمنية بالبيضاء، للحد من تناسل بعض المظاهر والممارسات اللاقانونية التي تحتضنها هذه المقاهي التي تحولت إلى فضاءات مغلقة و أوكار لممارسة الدعارة، وترويج السموم المخدرة. محمد كريم كفال