صحراء بريس / مصطفى الطالب-طانطان شهد حي الشيخ محمد لغظف بمدينة الطنطان ثلاث حوادث سرقة متتالية و متقاربة في الزمان و المكان، حيث عرفت الأولى سرقت أحد رؤوس الماعز، و الثانية حمولة سيارة من البنزين من نوع “لوند كريزر” و الثالثة منزل بما حوى. الامر ليس متعلق بالسرقة في حد ذاتها ولا بنوعية المسروقات لتكتسي طابع الخبر الصحفي، بل الجانب الأهم في ذلك هو التراكمات التي سبقت هكذا أحداث لتطفو بهكذا وثيرة. فأن تتعاقب ثلاث سرقات على مدار ثلاث ليالي متتالية، و في حدود زقاقين متجاورين، هذا إن دل على شيء، فإنما يدل على غياب لأي وجود أمني قد يحول دون وقوع هكذا حوادث ، بشكل يضع الخدمات الأمنية جزء من مسلسل الخدمات التي يحرم منها الحي المنكوب. هذه الحوادث المتعاقبة قد تبدوا غريبة، خارج مسلسل التراكمات التي مهدت لها، فأن تتعاقب السرقات في ظرف زمني وجيز، و في مكان ضيق(زنقة20و19)، و بدون ان يلقى القبض على الفاعل. لكن و بالعودة إلى كرونولوجيا الاحداث التي سبقتها، يوقن المرء انها مجرد نتيجة لاسباب و ظروف فعلية، حيث بات هذا الحي مجالا خصبا لترويج الخمور بل و إنتاجها في الخلاء(لحميدية) ما بين المطار و الحي ناهيك عن الحشيش، كما يتم تعاطيها علانية أمام سكان الحي المنكوب، فلا تخلو زاوية من زواياه من خمارات الهواء الطلق، فما كان من السكان إلا أن يطلبوا اللطف و السلامة على أنفسهم و ممتلكاتهم و أعراضهم، فما إن ينتشوا حتى يصير المارة هدفا لهم، بل ويبلغ بهم الأمر أحيانا إلى طرق أبواب المنازل و ترويع ساكنيها. و لم تسلم دور العبادة هي الأخرى متمثلة في مسجد الرحمان الذي يتوسط (الزنقة 19و20) فقد تم ترويع النساء داخل حجرة الصلاة الخاصة بهم لثلاث مرات، خاصة بعدما حاول أحدهم خنق إحدى المصليات و هي ساجدة، هذا كله ليسرق جهاز إضاءة و نعال رجالية للأخ إحداهم. كما لم يسلم مسجد الرجال هو الأخر، فبعد عدة إعتداءات كان من بينها محاولة سرقت إحدى الزرابي مستغلين إنشغال المصلين بأداء صلاة الصبح، غير أن مطاردة المصلين له وثقلها إضطره إلى التخلي عنها، عمد المصلون إلى تشكيل فريق حراسة عند مدخل المسجد أثناء صلاتي الصبح و العشاء. و عندما يستدعي الامن كما هو شأن الأمس بعد السرقة الثالثةّ . يقابلون المواطن ب»Déclarer » و بالتالي حتى تقع الفأس في الرأس، متناسين أن الأمن يعني تأمين الناس في أرواحهم و ممتلكاتهم و أعراضهم، أي إستباق الجريمة و الحد منها و تلافيها أكثر ما يمكن، و ليس إنتظار وقوعها !!! يقول بعض الضحايا: و على الله غار إيجو؟ ! قد لا تعلم الجهات الأمنية بهذه الحوادث على فضاعتها ! و هو عذر أقبح من ذنب. و قد تعلم و لاكن ليس من إهتماماتها، أو على الأصح أولى إهتماماتها التي أنشئة لأجلها و هذا شيء يندى له الجبين؟؟؟؟؟؟؟؟