قرارات مزاجية هو أصدق وصف يمكن أن نطلقه على حالة التعليم بأسا الزاك ، تخبط في ضبط الخريطة المدرسية، والبنيات التربوية لم يتم الحسم فيها حتى الآن ، تكاليف بالجملة بسبب الفائض في عديد من المؤسسات الابتدائية والإعدادية ، وإلغاء لذات التكاليف ،ثم إصدار تكاليف مرة أخرى لنفس الأشخاص بحيث نجد من الأساتذة والمعلمين من استلم أزيد من أربع تكاليف في مدة لأتزيد عن خمسة أيام- إنه العبث عندما يحكم لايستقيم معه منطق -،ولعل أبرز ما يوضح هذه المعاناة ما عرفته مؤسستي ثانوية علال الفاسي الإعدادية ومدرسة طارق ابن زياد بأسا إذ عوض أن تتدخل الإدارة بشكل يكفل وضعا تربويا سليما للتلاميذ واستقرارا لرجال التعليم تحدث الأقسام الجديدة بسبب الاكتظاظ ويتراجع عنها فجأة لإرضاء أطراف ضاغطة من خارج حقل التعليم دون مراعاة لحاجة التلميذ ومعاناته مع الاكتظاظ ، هذا غيض من فيض أما الدخول المدرسي الجديد فقد عرف هذه السنة تأخرا قياسيا مقارنة مع السنوات الماضية المتأخرة أصلا إذ لازالت بعض المؤسسات تعرف فراغا من التلاميذ خاصة ثانويتي عقبة بن نافع ووادي الصفا وفي ظل هذه الحالة كيف لانتحدث في كل سنة عن تكريس ظاهرة الغش الممنهج في الامتحان التي أصبحت تشكل سبة في جبين الإقليم، والتمرد على الدراسة وضعف المعدلات المحصل عليها مقارنة مع أقاليم من نفس الجهة وتفشي ظاهرة الهدر المدرسي وتغذية أفواج البطالة التي تشكل تحديا مستقبليا للإقليم وما يتبعها من لواحق الجريمة المنظمة والتوتر الاجتماعي والانفلات الأمني إن الوضع الكارثي للتعليم بالإقليم يتطلب إرادة سياسية حقيقية للنهوض به مفقودة لدى المسؤولين المحليين، ويستوجب وقفة من كل المهتمين من جمعيات آباء لازالت لم تعي دورها ،ونقابات مهنية اختزلت مشروعها في تكريس ثقافة الحق على حساب ثقافة الواجب ، وتخصصت في الدفاع عن الحقوق المادية لرجل التعليم ونسيان مصلحة التلميذ من دائرة اهتمامها ،وفاعلين محليين لامبالين ، ومنتخبين أخرجوا التعليم من مسؤولياتهم وتفرغوا لتنمية مقاولاتهم المتناسلة تناسل الفطر في زمن الشتاء بمعدل مقاولة لكل منتخبين . إنه التعليم ياسادة لامستقبل للبلد بدونه ، لاحياة لاقوة لاوجود بدونه ، التفريط فيه من قبل جميع المعنيين جريمة ومسؤولية تاريخية ، والسكوت عن الوضع تحت أي مبرر مؤامرة صمت ومشاركة في الجريمة ، لاينبغي أن تتحكم العواطف في نقدنا للوضع خاصة وأننا نعيش مؤامرة تدمير شبابنا وفلذات أكبادنا عبر مخططات مكر الليل والنهار، أكلت يوم أكل الثور الأبيض حكمة قالها الإنسان العربي وفي تعليمنا ضحايا ، اليوم ولدي وغدا ولدك فإلى أين نحن صائرون سائرون .وأي جيل سينتجه لنا تعليمنا . فاللهم غير مابأنفسنا ليتغير مابنا .آمين .