بعد أن نفذ صبره، وتبخرت آماله، انتفض "عبد المولى العياري" (الصورة)، من صمته الذي لازمه طويلا، وانتفض كذلك من سراب كان يخاله ماء، وفتح صدره ل"صحراء بريس" ليخرج ما بذاته من كمد وغم، إلتف حوله وحبس في كم من مرة زفرات أنفاسه التي بدأت تتضاعف يوما بعد يوم، من كثرة ما ألم به يأس وشؤم وشقاء. ف"عبد المولى العياري" أو الأب الروحي لرياضة الكراطي كما يسميه البعض، شرف المغرب ورفع رايته في أكثر من مناسبة وطنية ودولية، فهو من مواليد 1957 بالدار البيضاء، بطل دولي سابق في رياضة الكراطي، حقق مجموعة من الألقاب وطنيا ودوليا، فهو أول رياضي أدخل وعرف برياضة الكراطي في الأقاليم الجنوبية، كما يعد أصغر عنصر شارك في المسيرة الخضراء وعمره لايتعدى آنذاك 17 سنة. ونظرا لما بات يعانيه من مشاكل مادية، خصوصا أنه هو المعيل الوحيد لأسرته، وأن رياضة الكراطي، هي المصدر الوحيد الذي يجني من ورائه لقمة عيشه ورمقه، فكر في إنشاء شركة للأمن الخاص، لعل وعسى يتخطى عتبة العوز المادي الذي لا زال يتخبط فيه. إلا أن "عبد المولى العياري" لم يحالفه الحظ هذه المرة، كما حالفه عندما كان يحصد أكبر عدد من الميداليات، وعندما كان نبراسا مضيئا في مجموعة من المحافل الوطنية والدولية، فعبد المولى وهب نفسه ومستخدميه خدمة لرئيس المجلس الحضري "حمدي ولد الرشيد"، حفاظا على سلامته وأمنه، في إحدى حملاته الانتخابية السابقة، إلا أن هذا الأخير لم يعترف بجميل عبد المولى العياري، الذي كاد أن يجهز عليه في إحدى الليالي السوداء، التي لازالت ذكراها راسخة في ذهنه، ورفض استخلاص مبلغ 11 مليون سنتيم بقيت في ذمته لفائدة عبد المولى العياري الذي استعطفه في أكثر من مرة، لكن بدون جدوى. لذا فبعد أن نفذ صبره، أصبحت تراوده مجموعة من الأفعال الشيطانية، بل أصبح يفكر في حرق ذاته أمام مقر بلدية العيون، التي أصبحت هاجسه الرئيسي، ليضع بذلك حدا لأسطورة استطاعت وهي في عز شبابها هزم أكبر عمالقة رياضة الكراطي وطنيا ودوليا، إنه الأب الروحي عبد المولى العياري...