يرجع تاريخ تأسيس رياضة الكراطي بالعيون إلى الأب الروحي عبد المولى العياري ، ذلك الصقر الجريح الذي أفنى زهرة عمره وشبابه في خدمة رياضة الكراطي بالأقاليم الجنوبية. فالعياري عبد المولى من مواليد 1957 بمدينة الدارالبيضاء، بدأ بها مشواره الرياضي سنة 1972 ، حيث تتلمذ على أيدي كبار الأساتذة أمثال: " العرش محمد"، "الجواهري " "مرزوقي صالح " "الرامي" والأستاذ "السيرج الشراكي " وفي سنة 1980 حصل على الحزام الأسود من الدرجة الأولى من الجامعة الملكية المغربية للجيدو وفنون الحرب. "عبد المولى العياري" عاصر خمسة رؤساء للجامعة الملكية المغربية للكراطي، أمثال : بن عمر، بنزكري، السلامي، حسن بويحياوي، مقتبل محمد. وفي سنة 1977، حط الرحال بمدينة أكادير مؤسسا بها رياضة الكراطي بمعية أبطال سوسيين، حيث اشتغل آنذاك مدربا تقنيا بأحد الأندية . وبعد مدة ليست بالقصيرة التحق "عبد المولى العياري" بمدينة العيون ليؤسس بها أول نادي للكراطي والأيروبيك وكمال الأجسام " جمعية الساقية الحمراء للكراطي " وذلك سنة 1981 ، حيث تتلمذ على يديه مجموعة من الأبطال أمثال : عبدالله بطاح، الحسين جامور، ابراهيم لطيف، ماء العينين لكحل، موسى محتام، عبدالرحيم مجتهد، النوف الرقيبي الرئيس الحالي لعصبة الصحراء للكراطي، والديماني فاطنة... "عبد المولى العياري" هو بطل من العيار الثقيل، فاز ببطولة المغرب عدة مرات، لاعبا دوليا سابقا مع المنتخب الوطني للكراطي بهنغاريا، أجرى عدة تداريب بالديار الأوروبية والمغرب العربي،كان يشغل ممثلا للكراطي بجنوب المغرب وذلك منذ سنة 1982 إلى ،1990...توج بالعديد من الألقاب الرياضية وطنيا ودوليا، حيث كان سفير الأقاليم الجنوبية في رياضة فنون الحرب في التظاهرات الرياضية الوطنية والدولية، وحاز خلالها على ألقاب سجلها التاريخ بمداد من الفخر...يرجع له الفضل في تأسيس مجموعة من الرياضات بالأقاليم الجنوبية كرياضة الفول كونتاكت والرياضات الوثيرية، اشتغل رئيسا لعصبة الصحراء للفول كونتاكت سابقا والتي أنجبت مجموعة من الأبطال: محمد بنموماد، نبيلة سيداتي، زكرياء ضغبار، هشام ضغبار، عصام بلفاهم، رشيد لبيض، فريد لمزف، والبطلة العربية محجوبة أوبطيل..أعطى الشيء الكثير لرياضة الكراطي بعيدا عن النرجسية والأنانية ونكران الذات،و الآن أصبح هدا البطل في طي النسيان والكتمان، ومما يحز في النفس حقيقة، هو أن هذا البطل الذي تجاوز الآن الخمسين من عمره لم يحضى قط بأي التفاتة من لدن المسؤولين ومنتخبو وأعيان المنطقة، "فعبد المولى العياري" ألاب لطفلين ويسكن في منزل للكراء يعاني الأمرين، مرارة الإقصاء والتهميش ومرارة الحكرة ،ورغم دالك يستمر في مواصلة برنامجه الرياضي لفائدة ممارسي وعشاق رياضة الكراطي التي تجري في دمائه، على أمل التفاتة الجهات المسؤولة لتدارك سنوات النسيان والإهمال لعل يوما يجد الجهة التي سترد له الإعتبار. فهل من التفاتة إلى هذا الأب الروحي لرياضة الكراطي وفنون الحرب بالعيون والاقاليم الجنوبية خاصة والرياضة المغربية عامة ؟؟؟.