تعتبر رياضة الكراطي من أهم الرياضات في العصر الحديث، يمارسها الجميع كباراً وصغاراً حتى أصبحت رياضة العصر وقد انتشرت في جميع أنحاء العالم وتعتبر في كثير من البلدان الرياضة الشعبية الأولى من حيث عدد الممارسين.. وأصبحت الدول العربية من الدول المتقدمة في هذه الرياضة وتتنافس على المراكز الأولى في كثير من البطولات والفضل في ذلك يعود إلى الخبراء المخلصين في هذه الرياضة. ويعتبر المغرب من الدول الرائدة في هذا الميدان الرياضي، خصوصا ونحن على أبواب تنظيم المغرب لبطولة العالم للشبان في رياضة الكراطي، ولأول مرة تحظى دولة عربية وإفريقية بتنظيم مثل هذه البطولات. ولتسليط الضوء أكثر على هذه الرياضة، وكذا تنظيم المغرب لهذه البطولة العالمية أجريت هذه المقابلة مع خبير الكاراتيه العالمي حسن فكاك المدير التقني بالجامعة الملكية المغربية للكراطي وأساليب مختلفة. والسيد حسن فكاك حاصل على دبلوم المدرسة العليا للتجارة من مركز الوطني للفنون والمهن (CNAM) أيضا من مدرسة الدراسات العليا للتجارة (HEC)، يعمل على تنمية المشاريع البيداغوجية سواء في المواكبة ومساعدة الشباب في ظرفية صعبة أو في مجال الرياضة على أعلى مستوى. توج أيضا في الميدان الرياضي بفعل كفاءاته ومساره كبطل للعالم في الكراطي (JKA) سنة 1994 بإنجلترا. وهو ممارس في ملتقيات كبرى على الصعيد العالمي، وقد درب العديد من الرياضيين وحرص على إعدادهم بدنيا وتقنيا، وللإشارة فهو حاصل على الحزام الأسود الدرجة الخامسة. س) أية آفاق ترسمونها لرياضة الكراطي بالمغرب في ظل واقعها الراهن؟ ج) بداية أود أن أقدم لمحة عن واقع هذا النوع الرياضي لأشير إلى أنه يعرف على مستوى تركيبة الجامعة الملكية المغربية للكراطي والمسيرة لهذا القطاع حوالي 75000 فردا بصفة منخرط، على أن هناك ما يناهز 70.000 ممارس. وتحرص الجامعة في سياق تنظيمي على هيكلة الجمعيات المنتمية لهذه الرياضة كخطوة أساسية يراد منها الرفع من مستوى الممارسة. وبالمناسبة لابد من التوضيح بأن الجامعة الملكية للكراطي تتوفر حاليا على بجنة وطنية للأحزمة تم تشكيلها وفقا لضوابط موضوعية ونزيهة، وبذلك يجب التأكيد على أن الجامعة لها القدرة على تنظيم مباريات من الحجم الدولي. س) هل يمكن القول بأنه تبعا لما تعرفه رياضة الكراطي بالمغرب من انتعاشة هو السبب في تخويل المغرب تنظيم بطولة العالم للكراطي للشبان في غضون شهر دجنبر المقبل بالرباط؟ ج) في الواقع هناك ثلاث عوامل تحكمت في اختيار المغرب لتنظيم هذه التظاهرة الدولية، أولها الخبرة والتجربة في التي اكتسبها المغرب بفعل تنظيمه لملتقيات ومهرجانات عالمية في فترات سابقة، ولعل أهمها تنظيم كأس محمد السادس للكراطي في طبعته الأخيرة، وللإشارة فهذا الحدث استقطب باهتمام المراقبين الدوليين الذين أشادوا بقيمة الحكام المغاربة في التعامل مع مباريات البطولة بطرق احترافية، وأيضا للتنظيم الرائع. ثانيا هناك جدية وسمعة السيد محمد مقتبل رئيس الجامعة الملكية المغربية للكراطي وتعامله بمصداقية سواء في التسيير الإداري أو المالي أو تدبير شؤون الجامعة بصفة عامة وهذا عامل مهم كذلك... ثم ثالثا وهذا جانب أساسي يتمثل في صورة المغرب كبلد استقرار وأمن يعرف دينامية ملحوظة في مجالات متعددة. س) هل يمكن اعتبار التجربة التي خاضها المنتخب ضد نظيره الإسباني (تحديدا نوادي من جهة الأندلس) في الثالث والعشرين من ماي 2009 خلال الدوري الدولي المنظم بقاعة القاعة المغطاة بدر في إطار استعداد المنتخب لبطولة العالم للشباب في رياضة الكراطي، فرصة ناجحة على صعيد الإحتكاك واختبار القدرات؟ ج) أولا الغاية من هذه المباريات هو قياس المستوى الحقيقي للعناصر الوطنية ومدى جاهزيتهم للاستحقاقات المقبلة، وأيضا قبيل بطولة العالم للشباب، وعموما فالتجربة مفيدة للغاية بالنسبة إلينا. س) على ضوء ما سبق، كيف تنظرون إلى حظوظ المنتخب المغربي في بطولة العالم؟ ج) بالنظر لتوفره على عناصر جيدة، أعتقد أنه بإمكاننا رفع التحدي وتقديم مشاركة تليق بسمعة رياضة الكراطي بالمغرب في أكبر محفل عالمي. س) مقارنة مع باقي الرياضات تبدو رياضة الكراطي بالمغرب أقل حظوظا من غيرها، هل يعود ذلك إلى التجاهل أو التقصير الإعلامي أم لمعيقات أخرى؟ ج) حقيقة هناك تقصير واضح من جانب الإعلام في حق رياضة الكراطي، لكن ثمة أيضا غياب شبه تام للإشهار (sponsorisation) ، على أنه من ناحية أخرى وكما تعلمون مسألة التحكيم تطرح الكثير من الصعوبات لدى الجمهور بفعل تعقد تقنياتها. ومع ذلك تبقى هذه الرياضة في مجملها مهمة إذ يكفي التأكيد على أن هناك ما يفوق عن خمسين مليون ممارس على مستوى الجامعة الدولية للكراطي بما يعني الإهتمام بها والعمل على الرفع من أدائها عالميا. س) لنادي الأزهر للكراطي بطنجة اتفاقية مع نوادي من منطقة الأندلس الإسبانية في أفق تبادل الخبرات وإنعاش رياضة الكراطي بطنجة على الخصوص، والمغرب عامة، كيف يمكن تقييم هذه الخطوة؟ ج) أكيد هي خطوة إيجابية ستفتح قنوات جديدة للتعاون مع أطراف أخرى في الأمد المنظور. وأعتقد أن مثل هذه الإتفاقيات وفي جميع الأحوال ينبغي أن لا تكون محدودة في النطاق الزمني فقط. وأسوق هنا ملتقى طنجة الدولي للكراطي الذي نظم في شهر ماي 2009، لأؤكد أنه يتعين أن يصبح تظاهرة دولية سنوية. س) في حالة عدم انجذابك نحو الكراطي، أي مسار أو ممارسة كنت تفضل الإنتماء إليها؟ في الحقيقة، أنا مدمن رياضة، ولعبة رياضة الكراطي بدأت كهواية، لكن إذا لم يكن الأمر كذلك فإنني كنت سأفضل عن أكون لاعب كرة القدم. وعموما ما يهم هو البعد الرياضي من منطلق أن الرياضة نشاط وسلوك وأخلاق وتربية تسمو بالإنسان. س) كلمة أخيرة للرياضيين عامة بطنجة وممارسي الكراطي خاصة. على ذكر طنجة فالجميع يتوحد في عشقه للرياضة، وأتمنى أن تزدهر رياضة الكراطي ببلادنا عموما وبمدينة طنجة خصوصا، وما أتمناه هو أن تكرم هذه المدينة بتنظيم حدث رياضي يليق بمكانتها وإشعاعها المعروف دائما.. السيد حسن فكاك شكرا جزيلا لك. أجرى الحوار: عبد السلام التيدي جمعية الأزهر إبن بطوطة للكراطي - طنجة