صادق مجلس بلدية المرسى على حسابه الإداري بالأغلبية، في أجواء عاصفة، احتد فيها الجدل ما بين المعارضة والمكتب المسير، حيث أطنبت الأولى المنتمية لحزب الاستقلال، في سرد الإختلالات والخروقات، بينما بقي الطرف الثاني، عاجزا عن الدفاع عن مكتسباته خاصة مع غياب الرئيس عن حضور أشغال هذه الدورة، تاركا المجلس في حالة من الفوضى والتخبط، حيث اعتبرت المعارضة هذا الغياب خرقا لمقتضيات المادة 46 من الميثاق الجماعي، مطالبة بالتأجيل إلى حين حضور الآمر بالصرف، مهددة بالطعن في مشروعية انعقاد جلسة الحساب الإداري لدى الجهات المختصة. وأوضح أعضاء المجلس الذين ناقشوا الحساب الإداري، أن الإختلالات تظهر بصورة واضحة في جل مداخيل الجماعة، ولعل أبرزها، المصاريف المخصصة لتنقلات الرئيس والتي بلغت حوالي 69 ألف درهم و المصاريف الأخرى المعتمدة الاستقبالات والحفلات والتي قدرها جدول الأعمال بحوالي 400 ألف درهم و أشياء أخرى كالكازوال..، كما يرى أحد الأعضاء المنتمين لفريق المعارضة، أن عدم التوصل بالوثائق المحاسبية، يعتبر نوعا من العبث، ولا سيما على مستوى عدد طلبات العروض، وسندات الطلب وبيان نوعيتها والشركة والمقاولة الفائزة بالصفقة، كما يجعل من الصعوبة بمكان تحليل مدى قانونية المعاملات المالية التي أجرتها الجماعة. ومع ذلك فلقد تطرق الأعضاء المتدخلون لمجموعة من الإختلالات، أبرزها ظاهرة الموظفين الموسميين الأشباح، الذين يتقاضون أجورا من البلدية، دون الحضور لمقرات عملهم، ثم التبذير المفرط في صرف الوقود والبنزين، الذي يفوق ما معدله 2300 درهم يوميا كمصاريف للمحروقات، رغم العدد القليل من السيارات الجماعية، معتبرين أن هناك بعض الخواص والأعضاء الذين يستفيدون من حصص ثابتة من البنزين يوميا، الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة مع عدم تمكن المكتب المسير من إعطاء أي جواب مقنع. لكن المسألة التي أثارت استغراب الجميع، هي الإعلان عن قيمة صيانة الحواسيب بثمن قدره 400 ألف درهم ، علما بأن المجلس لا يتوفر إلا على حاسوب أو حاسوبين لا أقل، الشيء الذي يثير الاستغراب، خاصة وأن هذه الصفقة تمت بواسطة سندات للطلب، وليس بواسطة طلبات عروض مفتوحة، مما أدى إلى غياب المنافسة المقررة في قانون الصفقات العمومية. وأعرب فريق المعارضة في الأخير أنه لن يسكت عما يجري بالجماعة من فوضى وتسيب في جميع المرافق، مما فتح المجال لمجموعة من السماسرة، خاصة بعد غياب الرئيس المتواصل، حيث أصبحوا يعدون من كبار ملاكي الأراضي والبقع بكل من مدينة المرسى، أكادير والرباط...