هل من المنطقي أنه يوجد بالعيون، مركزا (يلفه الغموض) لتصفية الدم للمرضى المصابين بالقصور الكلوي وعددهم في تزايد مستمر؟ هل حكم عليهم بالمعاناة بقضاء ماتبقى لهم من قوة في التماطل وطول الانتظار؟ .. بعد أن حكم عليهم المرض بتحمل حصص التصفية التي قد تصل إلى ثلاثة مرات في الأسبوع ، مدة الواحدة منها ما بين ثلاث وأربع ساعات ؟ هكذا يتساءل مجموعة من المصابين بالمرض التقتهم "صحراء بريس" في وقفة شبه احتجاجية أمام مقر ولاية العيون، من بينهم سيدة "جميلة يونس" في عقدها الأربعين، أم لأربعة أطفال، ملقية وجاثمة على الأرض لمدة ساعة كاملة، أمام أنظار مسؤولي ولاية العيون، وبعض أعضاء المجلس البلدي دون أن يحركوا ساكنا، هؤلاء المرضى صرحوا على أنه رغم بعض مساعدات المحسنين لأداء واجب حصص التصفية، فإن عائلات معظمهم تتحمل تكاليف الأدوية والتحاليل المرتفعة. جل مرضى القصور الكلوي بالعيون، يعتبرون من أفقر الساكنة، حيث يتكلف بعض المحسنين بفئة قليلة منهم، فيما يتكفل المصابين بمصاريف تصفية الدم بالمركز الوحيد بالمدينة، الذي لفظهم وامتنع عن مقابلتهم بدعوى أن المركز لا يتوفر على "الدم" وأن كل من رغب في الاستفادة من عملية التصفية، فما عليه إلا أن يأتي بأربعة أشخاص لكي يتبرعوا عليه بدمهم، مع استخلاص ما مجموعه 2000 درهم على رأس كل شهر. ويضطر هؤلاء المرضى بسبب المعاناة الصحية وتكاليف تصفية الدم والأدوية والتحاليل المرتفعة ومتاعب التنقل، إلى تقليص عدد حصص التصفية، الأمر الذي يتسبب في مضاعفات خطيرة على صحتهم كثيرا ماتؤدي إلى الوفاة. ورغم أن مستشفى الحسن الثاني بالعيون، يتوفر على مركز لتصفية الدم ، هذا المركزالذي تم بناؤه بغلاف مالي بلغ 5 ملايين و100 ألف درهم في إطار شراكة بين وزارة الصحة وإحدى منظمات المجتمع المدني، ورغم الأهداف التي دشن من أجلها المركز، والمتمثلة في تقوية العرض بالنسبة لمرضى القصور الكلوي المزمن بالعيون، وتقريب الخدمات الصحية من المواطنين، وكذا التكفل الطبي الكامل بمرضى القصور الكلوي، إلا أن مجموعة من المواطنين لا زالوا محرومين من الإستفاذة بهذا المركز،ولا زالوا عرضة للتهميش والاقصاء من طرف كبار مسؤولي الإقليم ينتظرون ساعة الفرج.