«هل من المنطقي أن لا يوجد بمدينة العيونالشرقية التي يتجاوز عدد سكان دائرتها مائة ألف نسمة مستشفى ومركز لتصفية الدم للمرضى المصابين بالقصور الكلوي وعددهم في تزايد؟ هل حكم عليهم بالمعاناة بقضاء ما تبقى لهم من قوة في التنقلات من العيونالشرقية وضواحيها إلى مدينتي وجدة وتاوريرت، بعد أن حكم عليهم المرض بتحمل حصص التصفية التي قد تصل إلى ثلاث مرات في الأسبوع، مدة الواحدة منها ما بين ثلاث وأربع ساعات؟»، هكذا يتساءل أحد المصابين بالمرض، واستطرد أنه رغم استفادة البعض من حصص التصفية بالمجان فإن عائلات معظمهم تتحمل تكاليف الأدوية والتحاليل المرتفعة وتنقلات مرافقتهم وفي بعض الأحيان يضطرون إلى المبيت مما يتطلب مصاريفا أكثر. جلّ مرضى القصور الكلوي بمدينة العيونالشرقية يوجدون بالجماعات القروية، ويعتبرون من أفقر الساكنة حيث تتكلف بلدية العيون سيدي ملوك بنقل البعض منهم على متن سيارة إسعاف خاصة بالبلدية إلى مراكز تصفية الدم بمدينة وجدة، فيما تتكفل الجماعة القروية لعين لحجر بنقل باقي المرضى إلى مركز تصفية الدم بمدينة تاوريرت. يضطر هؤلاء المرضى بسبب المعاناة الصحية وتكاليف تصفية الدم والأدوية والتحاليل المرتفعة ومتاعب التنقل من جماعاتهم إلى مراكز تصفية الدم بمدينتي وجدة وتاوريرت إلى تقليص عدد حصص التصفية، الأمر الذي يتسبب في مضاعفات خطيرة على صحتهم كثيرا ما تؤدي إلى الوفاة، يوضح قريب أحد المرضى، مذكرا بأن السنتين الماضيتين شهدتا وفاة خمس حالات في مدينة العيونالشرقية. ومن بين المرضى مكفوف متزوج وأب لثلاثة أبناء قاطن بجماعة عين الحجر، والذي يتردد على مركز تصفية الدم بمدينة وجدة منذ حوالي خمس سنوات بوتيرة ثلاث مرات أسبوعيا، ويتنقل إلى مدينة وجدة مرفوقا بأحد أفراد أسرته صحبة خمسة مرضى في ظروف صعبة عبر سيارات الإسعاف، حيث يتكدس المرضى بشكل غير صحي. ويذكر أن مساع حثيثة قامت بها بعض الشخصيات وفعاليات المجتمع المدني بمدينة العيونالشرقية من أجل تأسيس جمعية لمساعدة مرضى القصور الكلوي بالمدينة والنواحي، غير أنها لحد الآن لم تسفر عن أي نتائج، وفق مصادر «المساء». والتمس المرضى وأسرهم مراعاة ظروفهم الصحية والتدخل من أجل إنشاء مركز لتصفية الدم بالمدينة للتكفل واحتضان مرضى القصور الكلوي بدائرة مدينة العيونالشرقية وللتخفيف من معاناة هذه الفئة الفقيرة من المواطنين.