"هل من المنطقي أن لا يوجد بإقليم ازيلال التي يتجاوز عدد سكان دائرتها خمسمائة ألف نسمة مركزا لتصفية الدم للمرضى المصابين بالقصور الكلوي وعددهم في تزايد مستمر ؟هل حكم عليهم بالمعاناة بقضاء ماتبقى لهم من قوة في التنقلات اليومية من ازيلال إلى بني ملال أو مراكش أو الرباط ، بعد أن حكم عليهم المرض بتحمل حصص التصفية التي قد تصل إلى ثلاثة مرات في الأسبوع ، مدة الواحدة منها ما بين ثلاث وأربع ساعات ؟ هكذا يتسال احد المصابين بالمرض ، واستطرد انه رغم بعض مساعدات المحسنين لأداء واجب حصص التصفية فان عائلات معظمهم تتحمل تكاليف الأدوية والتحاليل المرتفعة وتنقلات مرافقتهم وفي بعض الأحيان يضطرون إلى المبيت في بعض الفنادق الرخيصة أو في المحطة . جل مرضى القصور الكلوي بإقليم ازيلال يوجدون بالجماعات القروية وببلدية ازيلال ، ويعتبرون من أفقر الساكنة حيث يتكلف بعض المحسنين بفئة قليلة منهم فيما يتكفل المصابين بمصاريف تصفية الدم بالمراكز ، ويضطر هؤلاء المرضى بسبب المعاناة الصحية وتكاليف تصفية الدم والأدوية والتحاليل المرتفعة ومتاعب التنقل من جماعتهم إلى مراكز تصفية الدم إلى تقليص عدد حصص التصفية ، الأمر الذي يتسبب في مضاعفات خطيرة على صحتهم كثيرا ماتؤدي إلى الوفاة ، وفي تصريح للبوابة يقول "ع.ج" أنه ينتقل إلى مدينة بني ملال ب150 درهم وشراء الأدوية ب500 درهم أسبوعيا في إطار العلاج التكميلي ناهيك عن أداء مبلغ 650 درهم في كل حصة لتصفية الدم ، خصوصا انه لايتوفر على بطاقة الانخراط في التعاضدية ، يضيف ان جحيم والمعاناة مستمرة بعد أن باع كل مايملك من منزل وأراضي ، أما م . ايطو البالغة من العمر حوالي 48 سنة متزوجة ولديها خمسة أطفال تعاني منذ سنة من هذا المرض المزمن في غياب الإمكانيات المادية لولا جمعية المحسنين ببني ملال التي تتكلف بثمن التصفية ، وتضيف أنها تعيش جحيم المعاناة في التنقل مرتين في الأسبوع إلى بني ملال والمبيت في بعض الأحيان عند الأقارب أو في فندق رخيص. وهناك مرضى مكفوفين يترددون على مركز تصفية الدم ببني ملال منذ سنوات مرفوقا بأحد أفراد أسرته في ظروف صعبة ومزرية عبر سيارات الإسعاف أو سيارة الأجرة بشكل غير صحي ، نداءات واستغاثة من مرضى قصور الكلوي بازيلال للمسؤولين الإقليمين والمركزيين من اجل الإسراع بتشغيل معدات قسم تصفية الدم بالمستشفى الإقليمي بازيلال والذي من شانه تخفيف من معاناة هذه الفئة الفقيرة ومراعاة لظروفهم الصحية والاجتماعية.