هذه صرخة تجتب الصمت المطبق الذي يذل على نكران الجميل تجاه مواطن بار جعل نفسه قربانا فداء للوطن , و هو المشهود له بكونه ملتهب الجواتم حبا لوطنه الذي ضحى من اجله بسنين طوال من العطاء و التضحية . انه الشهيد العقيد سويدي دنفور ولد محمد ( بهناس ) الذي قضى ما ينيف على 53 سنة من عمره مرابطا بتخوم الصحراء دفاعا عن حوزة الوطن و خدمته في السر و العلن . فمند شبابه انخرط في صفوف القوات المسلحة الملكية ملبيا نداء الوطن .كلف في قيد حياته بمهام جسيمة حيث كلف بقيادة الفريق الذي كان مكلفا بنزع الألغام بمنطقة المحبس و ضواحيها ، كما كلف أيضا و عين رئيس اللجنة الملكية المكلفة بالتحقيق مع العائدين إلى ارض الوطن . فضلا عن إشرافه على مراكز مكافحة التهريب بمنطقة المحبس .. إلا انه و بمجرد و فاته واستسلام الروح إلى بارئها بالمستشفى العسكري الخامس بمدينة كليميم يوم 18 أكتوبر 2010 , لم تكلف إدارة الدفاع الوطني نفسها و لم تقم بأية بادرة تذكر إلى يومنها هذا و لم تحرك ساكنا تعيد من خلاله الاعتبار لشهيد هذا الوطن كما هو الحال بالجهات المعنية الأخرى .. فرحل في صمت و هو الذي وهب للوطن أكثر ما أخد منه ، كان مثالا للنزاهة و الاستقامة و الجدية ، المشهود له بها من قبل قائده الأعلى و كل المسؤولين الذين اشتغلوا معه قيد حياته و الدليل على ذلك تقليده العديد من الأوسمة الملكية التي تعبر عن بسالته ...لكن العجب العجاب هو أن يكون ابن المقاوم دنفور محمد بن علي الذي ترعرع في أسرة مقاومة و حمل مشعلها ليكمل المشوار دفاعا عن الوطن ، يكون مال تضحياته نكران و جحود ... فهل هذا هو جزاء شهداء الوطن ..؟