نظمت "التنسيقية النقابية لاكديم ايزيك" ندوة صحفية بالرباط بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و ذلك صبيحة الخميس 17 نونبر 2011. التنسيقية الممثلة لشرائح متنوعة من الفئات الصحراوية، نظمت الندوة لتدق ناقوس الخطر منذرة من احتمال كبير لتفجر الوضع في الإقليم من جديد و ذلك بعد إحراق السلطات المغربية لمخيم اكديم ايزيك قرب مدينة العيون و تفكيكه دون العمل على تطبيق حلول جذرية تستجيب للمطالب الاجتماعية و الاقتصادية التي رفعتها الشرائح المتضررة، حسب ما ورد في بيان للتنسيقية. و في كلمة تلخيصية لأبرز المداخلات في الندوة أعلن النقابي الدولي سيدي أحمد الدية أن التنسيقية تطالب بإيجاد حلول ناجعة للملفات الاجتماعية و الحقوقية المتراكمة كإطلاق سراح معتقلي اكديم ايزيك، وحل مشاكل الشرائح المكونة للمخيم، و تسوية ملف متقاعدي منجم فوسبوكراع الموروث عن الاستعمار الاسباني، بالإضافة إلى معالجة ملفات أخرى كملف الصيد البحري، و ملفات المجموعات المهمشة من ذوي الاحتياجات الخاصة و مطرودي الإنعاش الوطني، و مجموعة ضحايا مخيم "اكنيدلف" و مجموعة " الأشبال"، كما تدعو التنسيقية أيضا الى الكشف عن ملابسات واقعة قتل الشاب سعيد دمبر الذي رفضت عائلته تسلم جثمانه قبل إجراء خبرة الطب الشرعي و تحديد المسئول عن مقتله.
و في جواب على سؤال لموقع الجزيرة توك حول ما راج بشأن تسييس ملف اكديم ايزيك و محاولة بعض منظمي المخيم عرقلة الحوار مع السلطات استبقاءً للوضع الملتهب بالعيون دون حل لأطول مدة لصالح جبهة البوليساريو, رد رئيس التنسيقية سيدي أحمد الدية بأن تهمة الانفصال هي ذريعة السلطات للتملص من المسؤولية عن الواقع، و تهمة جاهزة دائما لتجريم كل من يطالب بحقوقه في الصحراء، و أضاف المتحدث بأن رفاقه مهددون و لا يتمتعون بأية ضمانة حقوقية و لا أمنية على ذواتهم، مذكرا بمعاناته نتيجة خضوعه لعملية جراحية مزدوجة باسبانيا إثر تعرضه لاعتداء من رجال الأمن في أحد الإعتصامات بالعيون، و أضاف الدية أن المسئولين المغاربة سبق و أن أشادوا بسلمية و انضباط المخيم الذي دام شهرا حتى دخلوا في حوار مع لجنته المنظمة في شخص وزير الداخلية نفسه، و لو ثبت لهم أن المخيم كان لغرض سياسي لتم اقتحامه منذ الوهلة الأولى، إلا أن الدولة المغربية حسب تصريحات ولد الدية إنما تريد الصحراء بدون صحراويين. و في ختام رده ذكر رئيس التنسيقية بأن الصحراء هي منطقة نزاع دولي يمثل المغرب أبرز أطرافه لدى الأممالمتحدة، و في انتظار الوصول الى تسوية عادلة و سلمية للملف ينبغي للدولة المغربية أن تحترم الخيارات التي تتفاوض بشأنها مع الصحراويين بشكل ديمقراطي سواء تعلق الأمر بخيار الانضمام، أو القبول بالحكم الذاتي، أو الاستقلال. و في جميع الأحوال حسب المتحدث نفسه فعلى الدولة أن تستمع الى صوت أهل المنطقة، و أن تعطيهم الأولوية في الاستفادة من عائدات الصحراء الغنية بثرواتها، محذرا أن كل رفض الآن لمطالب الشعب في إطار المقاربة الأمنية القديمة، لن يجلب إلا الاحتجاج و الثورات تماما كما يجسده الربيع العربي الذي انطلقت شرارته الأولى مع مخيم اكديم ايزيك، المخيم الذي صنعه الشباب الصحراوي الغاضب و المطالب بالتغيير. المصدر : مدونة محمد لبيهي http://labaihi.blogspot.com/