يشكل المستوصف الحضري –حي المسيرة- بكلميم نموذجا حيا للفساد و سوء التسيير و الزبونية الرخيصة بأبشع صورها. فخلال زيارتنا لهذا المكان البئيس الذي يشبه حماما شعبيا، وجدنا المكان خاليا من أي موظف مسؤول، ليتولى المرضى تنظيم أنفسهم و الازدحام قرب حجرة" الدكتور" في منظر يوحى بأننا لازلنا نعيش تطبيبا يعود لقرون غابرة..يخرج الطبيب بسروال جينز و لا يرتدي أي وزرة توحي بأنه يمارس مهنة الطب، بوجه عبوس، يرمي إلى المزدحمين قرب حجرته المتسخة ببعض القطع الكارطونية الصغيرة، مكتوب عليها أرقام عشوائية...." هاكو هاد الأرقام، فرقوها بيناتكوم باش تدخلوا عندي..وراه ماغادي نستقبل لي ماعندو رقم.". فجأة نكتشف أن الأرقام هي لعبة مكشوفة، لان مباشرة بعد ذلك، بدأ سي الطبيب يستقبل زوارا جددا من المرضى بدون أرقام أو دقائق من الانتظار. و عندما استفسره بعض الحاضرين عن طبيعة هذا النظام الجديد في الاستقبال، أجاب :"هدوك راه عندوهم رونديفوات هداكشي علاش كندخلهوم ديريكت..."! استغربنا"رونديفو في مستوصف صحي "! انتحلت شخصية مريض يريد الحصول على شهادة طبية، و سألت ممرضة مستفسرا: " هل تأخذون مقابلا ماديا عن الشواهد المرضية" أجابتني :" نعم...لكن الطبيب هو من يأخذ النقود مباشرة من المرضى".. السؤال موجه إلى «وزيرة» الصحة، و إلى المندوب الإقليمي لهذا القطاع بكلميم، هل يعقل أن تمارس في مستشفيات و مستوصفات الفقراء العمومية، مثل هذه الصور و الممارسات التي تدل على أننا لا نواكب ما يقع من أحداث متسارعة في عالمنا؟ و هل يعقل أن يكون موظفوكم و أطباؤكم من مثل هذه الطينة التي تكرس الأمراض و الجهل و الفساد في نفوس المواطنين؟