لم تعد مراكش وأكادير وحدهما المدينتين اللتين تشتهران بالسياحة الجنسية، بل انضافت إليهما العديد من المدن المغربية الأخرى مثل الصويرة وأصيلا وطنجة وحتى العيون، التي كانت إلى وقت قريب بعيدة عن هذه الآفة. يرى العديدون أن انتشار السياحة الجنسية بالعيون، ساهمت فيه العديد من العوامل أهمها الشقق المفروشة الفارغة التي يملكها أناس من خارج المدينة ومنهم مهاجرون وموظفون، ويستعملونها خلال نهاية الأسبوع، أو كلما وقعت في أيديهم طرائد سهلة يقودونها إليها لتزجية الوقت المؤثث بالأجساد الطرية والخمرة المعتقة والموسيقى الصاخبة. وقد وقفت الإعلام السياسي على عينة من الشقق والفيلات التي تنام طيلة الأسبوع، وتستيقظ في نهايته، والتي غالبا ما تحتضن ممارسات ومشاهد يندى لها الجبين، إذ تعرف العديد من الإقامات والعمارات وقائع مختلفة نهاية كل أسبوع، حيث تتحرك سيارات فارهة مرقمة بأرقام مغايرة، أي أنها من خارج الإقليم، سيارات يبدو من أنواعها وأرقامها، أنها لأناس يملكون الجاه والمال، أناس يبحثون عن المتعة واللذة الزائفة بأي ثمن، وهناك سماسرة محترفون ومتخصصون في كراء الشقق المفروشة، في غياب تام لمندوبية السياحة بالمدينة التي تجهلها، إذ لا تكلف نفسها حتى إحصاءها وضبط مواقعها. المدينة تحولت كذلك إلى قبلة لنوعية من السياح يقضون فيها ليلة أو ليلتين فقط من أجل الترويح عن النفس، وقد أكد (محمد.ع) أستاذ ابن العيون، أن التقليص في تذكرة الطائرة، ساهم في تقريب المسافات وسهل مأمورية التنقل من البيضاء إلى العيون، وأنه في الوقت الذي كنا نظن أنه سيساهم في نمو المدينة اقتصاديا باستقدام مستثمرين، فوجئنا بنمو الاستثمار في الجنس الناعم، إنها مفارقة غريبة في غياب أدنى مراقبة ومتابعة للجهات الوصية، فأينما وليت وجهك تجد شققا مفروشة مغلقة وموجهة للكراء السريع، 300 درهم لليلة أو أكثر، حسب الزمان والمكان ونوعية الزبائن. في كل مكان، بشارع مكة، والقيروان والسمارة و بوكراع، وخلف ثانوية محمد الخامس وفم الواد وبمختلف أزقة العيون، هناك شقق مفروشة أعدت للراغبين في قضاء الليالي الحمراء والاستمتاع بلحظات من اللذة العابرة، وذلك دون أن تتدخل السلطات للحد من هذه الآفة. لكل مكان زبائن، ولكل زرع (كيال) كما يقال، ففي فم الواد قرب فيلا والي العيون، هناك شقق فاخرة وفيلات (هاي كلاس) لا يعلم أحد كيف ولا متى نبتت، مخصصة لإحياء سهرات ماجنة لزبناء وسياح خواص يأتون من العيون وأيضا من بلاد بعيدة كحالة أحد المسؤولين الكبار الذي يأتي عند نهاية كل أسبوع من الرباط، لمضاجعة إحدى النسوة المحسوبات على العمل الجمعوي في فيلتها الفاخرة التي أعدت أصلا لذلك النوع. زبناء العيون بفضاءاتها المؤثثة بما لذ وطاب، يقصدها بين الفينة والأخرى زبناء من نوع خاص، يحلون أهلا ويطئون سهلا، لايرد لهم سؤال ولا يعكر لهم بال، زبناء يأتون إلى العيون لتجديد الدماء ونفض الغبار عن أجسادهم التي لانت أكثر من اللازم، فيعيثون فيها فسادا ويزيدونها بعد سفرهم كسادا.